أكد مسؤولان رفيعان في وزارة الصحة الإسرائيلية اليوم، الأحد، على أنه بالرغم من شحة المعلومات حول المتحورة الجنوب أفريقية الجديدة “أوميكرون”، إلا أن اللقاح المضاد لفيروس كورونا تحمي من الإصابة بمرض خطير.
وقال مدير عام وزارة الصحة، بروفيسور نحمان أش، لإذاعة 103FM إنه “ما زلنا نقدر أن اللقاح يمنح حماية حتى لو تغلب الفيروس عليه، وهو يحمي من مرض خطير. ونأمل أن الذي تلقى اللقاح وأصيب بالعدوى، أن يكون مرضه طفيفا”.
من جانبه، قال منسق كورونا، بروفيسور سلمان زرقا، للإذاعة العامة الإسرائيلية “كان”، إن “ثمة أهمية للقول إن اللقاح ليس غير ناجع، وإنما نجاعته تراجعت”، مضيفا أنه “أعتقد أننا نسيطر على الوضع”.
وقرر المجلس الوزاري المصغر لمكافحة كورونا (كابينيت كورونا)، الليلة الماضية، فرض عدة قيود في محاولة لمنع دخول متحورة “أوميكرون” إلى البلاد. وبين هذه القيود، وصف 50 دولة أفريقية بأنها حمراء ويحظر السفر إليها، ومنع دخول أجانب إلى إسرائيل لمدة أسبوعين، وإعادة تعقب الشاباك للهواتف الخليوية للمصابين بالمتحورة الجديدة.
واعتبر أش أنه “لا توجد هستيريا هنا، وإنما قلق. وهذه المتحورة الأكثر إثارة للقلق التي اكتشفت حتى الآن وثمة أهمية لاتخاذ إجراءات. والإجراءات مدروسة ونريد أن نعرقل على الأقل دخول المتحورة إلى إسرائيل”.
وأضاف أش حول المتحورة، أنه “نعلم أنها تنقل العدوى بشكل أكبر، وقد انتشرت بسرعة في جنوب أفريقيا. ونعلم أنه توجد تغييرات كبيرة، وتوجد عدة طفرات يشتبه أنها تلتف على اللقاح. ولا يوجد إثبات على ذلك لكن هذا تخوف معقول”.
وحول نجاعة اللقاح المضاد لكورونا مقابل المتحورة الجديدة، قال أش إنه “ربما سنعلم خلال الأسبوع الحالي شيئا ما أوليا من فحوصات سيجرونها في جنوب أفريقيا. وأعتقد أنه سيستغرق أسبوعين حتى نعلم بشكل موثوق. وحتى لو نظرنا إلى متحورة دِلتا، فإن 10% من العدوى انتقلت إلى متلقي اللقاح. واللقاح ليس آمنا 100%، وينبغي أن نرى إذا كانت حماية اللقاح أقل بكثير وهذا يستغرق وقتا”.
وأضاف أنه “نعلم أنه يوجد في جنوب أفريقيا تسريرات أكثر في المستشفيات، ومن الجهة الأخرى هناك تقارير تتحدث عن أن الذين تلقوا اللقاح يكون مرضهم طفيفا”.
ووفقا لأش، فإنه “اكتشفنا عدة إصابات بالمتحورة الجديدة، لكن تقديراتنا هي أنها لم تنتشر في البلاد. وحاليا، هناك حالة واحدة مؤكدة لامرأة وصلت من خارج البلاد، وهناك 6 أشخاص آخرين مشتبهين. وسنتأكد من هذا الاشتباه في الايام القريبة. وبعضهم لم يأت من خارج البلاد، لكن الاشتباه يبقى اشتباها وهو ليس أكيدا”.
وتابع أش أنه “إذا ثبت أنهم مصابون بالمتحورة، فإن العدوى تكون قد انتقلت إليهم في البلاد، لكن هذا ليس مؤكدا. ونقدر أن المتحورة لم تنتشر في البلاد، ولذلك لا يفترض أن يؤثر ذلك على الخطوات التي اتخذت. وينبغي الحذر، فقد كان لدينا ارتفاعا بانتشار الفيروس وعلينا أن نكون حريصين”.
وفيما يتعلق بتعقب الشاباك، قال أش إنه “نريد أن ننفذ ذلك حيال حالات معدودة مشتبهة بالإصابة بالمتحورة، وسنبذل كافة الجهود من أجل ألا تنتشر في البلاد. ولاحقا، ستمارس هذه الأداة تجاه أي حالة مؤكدة من أجل رؤية المخالطات ورصدها. والتعقب يمارس مقابل سبعة إسرائيليين حاليا. وينبغي التشديد على أن هذا يتم من خلال الحفاظ على أقصى درجات الخصوصية”.
وقال أش إنه إذا ثبت أن متحورة “أوميكرون” تلتف على اللقاح، فإنه سيتم منح جرعة رابعة من اللقاح ضد كورونا. “وسيضطرون إلى تطوير لقاح جديد ملائم لهذه المتحورة، وهذا سيستغرق عدة أشهر. وطورت شركة موديرنا لقاحا مضادا لمتحورة أخرى، ومن الجائز أنه سيلائم هذه المتحورة”.
واعترض أش على تأجيل حملة التطعيمات للأطفال في سن 5 – 11 عاما. “نتواجد الآن في حالة ازدياد انتشار الفيروس، وعلى الأرجح أن اللقاح سيكون ناجعا بصورة كبيرة ضد مرض خطير وتناقل العدوى. ومن الصواب تلقي اللقاح اليوم، وبذلك تتضاءل المخاطر في سياق المتحورة الجديدة”.
وأشار إلى أن “علينا بذل جهودا أكبر من أجل تطعيم عدد أكبر من الأطفال. ولدينا هنا متحورة دلتا التي تنقل العدوى بشكل كبير، وحدث ارتفاع بمعامل تناقل العدوى، وثمة أهمية لوقف ذلك. وبالنسبة للمتحورة الجديدة، فإنه على الأرجح أنه توجد حماية جزئية لهذا اللقاح بحيث يمنع جزءا من تناقل العدوى ويمنع بالتأكيد انتشارا خطيرا للفيروس”.