| كفيف من الصعيد يحصد 14 ميدالية في ألعاب القوى.. «أحمد» بطل ببصيرته

لم يعبأ بالإعاقة البصرية التي لازمته منذ ولادته، ولم يفكر فيها كسد منيع أمام أحلامه وطموحاته، فمنذ نعومة أظافره بدأ الشاب العشريني «أحمد»، جاهدا لتحقيق حلمه الرياضي مستغلا عطايا ربانية منحته قدرات بدنية عالية تميزه عن غيره من زملائه، ليثبت لنفسه وللغير أن الإعاقة لم تكن الحاجز بينه وبين حلمه الرياضي، ليصبح بطلاَ على مستوى الجمهورية في ألعاب القوى.

أحمد علي، شاب عمره 23 سنة من مواليد مركز سمالوط محافظة المنيا حاصل على ليسانس آداب، والذي أصبح مثالا للبطل الرياضي، حين لم يستسلم لكونه من ذوي الهمم ولديه إعاقة بصرية، يروي قصته لـ «»، «اتولدت بالإعاقة مش حادثة»، موضحا أنه التحق بمدرسة النور للمكفوفين في المنيا، وأثناء دراسته بالصف الأول الابتدائي كان يتابعه موجه التربية الرياضية بالمدرسة، والذي أبدى إعجابه بلياقته وكفاءته البدنية العالية، ليعرض عليه المشاركة في بطولة الجمهورية بالإسماعيلية، لكن في ذلك الوقت كان سنه أقل مع السن القانوني لشروط المسابقة.

مشوار أحمد ابن المنيا الرياضي

«سافرت في الصف الثاني الابتدائي للمشاركة في بطولة الجري مسافة 400 متر، وحصلت على المركز الثاني على مستوى الجمهورية»، وذلك رغم إعاقته التي صاحبته منذ اللحظة الأولى لمجيئه إلى الدنيا، فكان يسافر كل سنة دراسية ليشترك في بطولتين، حتى الصف الثاني الثانوي، ليحصد دائما وبشكل دوري ميداليات المركز الأول على مستوى الجمهورية.

أثناء مشواره الجامعي، كان «أحمد»، لا يكل ولا يمل من حصد البطولات، حيث شارك في مسابقات الجامعات المصرية بمحافظة الإسكندرية تحت إشراف وزارتي التعليم العالي والشباب والرياضة، قائلا: «كنت بشارك في دفع الجولة والرمح في الأربع سنين جامعة وحصلت على أربع ميداليات»، مضيفاَ أنه حاصل على 14 ميدالية خلال مسيرته الرياضية.

حلمه التعليمي

الحلم يدب في قلب الشاب العشريني، فشغفه بألعاب القوى لم يجعله ينسى حلمه الآخر في التفوق التعليمي؛ حيث حصل على ليسانس آداب قسم إعلام شعبة العلاقات العامة والإعلان، ويقوم حاليا بعمل الدراسات العليا في الدبلومة التربوية، معربًا عن أمنيته بعد إتمامها ليبدأ في دبلومة التربية الخاصة، موضحا أنها متخصصة في التوحد، والتخاطب، وتعديل السلوك، وتنمية المهارات، متحدثَا عن حلم حياته قائلاَ: «حلمي أكون أول شخص من ذوي الهمم أخصائي في التربية الخاصة، وحلمي أفتح سنتر للتربية الخاصة».