يشرح شريط مصوّر، خلال دقيقة، للجنود الإسرائيليين كيفية التوثيق والربط بين وجوه الفلسطينيين أو لوحة أرقام سياراتهم، خلال أقل من ثانية، حتى عندما يضع الفلسطينيون الكمامات الواقية من فيروس كورونا، من خلال استخدام تطبيق يطلق عليه تسمية “ذئب أزرق” في هواتف ذكية يحملها الجنود.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” قد نشرت تقريرا في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، حول مراقبة الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين بشكل واسع النطاق في مدينة الخليل بواسطة أنظمة تعرف على الوجوه من خلال شبكة واسعة من الكاميرات وهواتف ذكية بحوزة جنوده. لكن الشريط المصور يكشف عن ممارسات إسرائيلية أوسع تستهدف حقوق الإنسان وخصوصية الفلسطينيين، وتستهدف بذلك خصوصية وحقوق مواطنين من إسرائيل أيضا أثناء تواجدهم في الضفة الغربية.
وجاء في بداية شريط الإرشاد لاستخدام البرنامج الإلكتروني، الذي أعده الجيش الإسرائيلي لجنوده، أنه “بالإمكان التعرف على إنسان بواسطة ثلاث طرق: كتابة رقم الهوية، التعرف على الوجه وتصوير بطاقة الهوية” وفق تقرير نشره موقع “واينت” الإلكتروني اليوم، الأربعاء.
وزعم التقرير أن هذه التطويرات التكنولوجية نفذتها فرقة الضفة الغربية العسكرية الإسرائيلية، “في الخط الدقيق الممتد بين سيطرة بواسطة جنود شبان على مجموعة سكانية بغالبية ليست ضالعة في الإرهاب، وبين التعامل المكثف من أجل اجتثاث بنية تحتية لمخربين”.
ويربط الهاتف الذكي العسكري بين وجه الفلسطيني الذي التقط الجندي صورة له عند حاجز عسكري أو في وسط الشارع أو عند مفترق طرق في الضفة، وبين الفلسطيني من خلال معلومات في التطبيق حول ما إذا كان الفلسطيني ناشطا، وعندما يوقفه الجنود أو يعتقلونه وينقلونه إلى أيدي الشاباك، أو في حال تبين أنه ليس لديه نشاط وعندها “يُبرأ” الفلسطيني ولا يُعتقل.
وأضاف “واينت” أنه وفقا لإفادات جنود وتقرير “واشنطن بوست”، فإن الكتائب التي شاركت في هذه الممارسات ووثقت عددا أكبر من الفلسطينيين أو “جرّمتهم” حصلت على جوائز في منافسة بينها.
ويشمل التطبيق تزويد أرقام لوحات أرقام سيارات، وإثر ذلك يعرض مجمل “التحذيرات المعدلة”، إلى جانب وصف لمكان الفلسطيني والتصاريح التي حصل عليها أو رفض طلباته بالحصول على تصريح ما. وطوال الشريط المصور، يتم إظهار تقرير للجند حول ملامح الفلسطيني الذي التقط الجندي صورة له، مع صورة الفلسطيني وتفاصيل أساسية عنه.
ويتابع الشريط الإرشادي أنه “توجد في الحاجز العسكري أو نقطة التفتيش قدرات تسمح للجندي بالربط بين سيارة السائق والمسافرين في السيارة، لدى تصوير بطاقة الهوية وتزويد التطبيق بصور السيارة”.
وبإمكان الجندي بواسطة التطبيق الاطلاع على تدريج الوحدات التي جمعت أكثر من غيرها، من خلال “قائمة المنافسة” التي تستعرض “نجاحات عملياتية” وتشمل عدد المعتقلين الذين اعتقلتهم هذه الوحدات. ويسمح التطبيق بنشر تقرير حول “مشتبه”.
وأشار التقرير إلى أن الجنود تلقوا إرشادات وجاهية من مرشدين حول استخدام تطبيق “ذئب أزرق” وبرنامج “أكيلا”، وهو اسم منظار ليلي، ويستخدم لجمع معلومات حول أسلحة وزيادة مخزون المعلومات الاستخباراتية.
واستخدام التطبيقين هو جزء صغير فقط من تشبيك فرقة الضفة بآلاف الكاميرات والمجسات الحساسة والخوارزميات التي تراقب ببث مباشر مفترقات الطرق والشوارع ومواقع احتكاك، وفي موازاة ذلك ما يجري في الشبكات الاجتماعية، وفقا للتقرير.
وأضاف التقرير أن “هذه القدرات ترصد بالتزامن بين مجمل القرائن التي يتم جمعها، بواسطة طائرات مسيرة أيضا، وقادرة على إنتاج قوة إنذار مركز وفوري من أجل إحباط عملية، وخاصة منفذ عملية فردية”.
وأشار التقرير إلى أنه في أعقاب هذه الممارسات، وخاصة بعد نشر تقرير “واشنطن بوست”، امتنع الجيش الإسرائيلي عن الاعتراف باستخدامه لتكنولوجية التعرف على الوجوه، وزعم أنها تقلص الاحتكاك بين الجنود والفلسطينيين عند الحواجز العسكرية.
لكن التقرير أشار إلى أنه في الأشهر الأخيرة بدأ الجيش الإسرائيلي في إتاحة هذه المنظومة للجنود بشكل مباشر في أنحاء الضفة الغربية. وجاء في معلومات نشرها الموقع الإلكتروني للجيش أن “الكتائب باتت أقوى في استخدام وسائل رقمية، وهذا أمر بالغ الأهمية”.
إلى جانب ذلك، نصب الجيش الإسرائيلي كاميرات ثابتة في عشرات المواقع في أنحاء الضفة، وتصلب توثيق هذه الكاميرات مع وجوه ناشطين فلسطينيين.