أحداث وقصص خيالية، تدور بين شقيقين داخل منزل متهالك، ترتفع أصواتهما بالحديث مع أشخاص وهمية، ويسمع ذلك المواطنون داخل إحدى القري التابعة لمركز دشنا بمحافظة قنا، ووصل الأمر بهما إلى تحرير محاضر ضد أهالي القرية متهمين إياهم بمحاولة قتهما رميا بالرصاص.
محمد عبدالحكم، 74 عامًا، وشقيقته «فادية»، ولدا لأب وأم سويين، ولهما 3 أخوات مصابين بالمرض ذاته وهو الصرع، توفى الوالدان في عام 2000، وبعد مرور 10 أعوام رحل الثلاثة أبناء في فترة تقترب من عامين، واحدا تلو الآخر، ولم يتبق سوى «محمد وفادية»، بدون عائل لهما، لكن تطوع أحد الجيران بتلبية احتياجاتهما، لكنهما لا يحصلان على العلاج منذ 12 عامًا، باستثناء مهدئات بكميات كبيرة، بحسب حديث أحمد عنتر، المتطوع لرعايتهما.
يخاطبان أشخاصًا وهمية
يتوهم الشقيقان بوجود أشخاص خيالية يخاطبونهما ويدخولون معهما في جدال طويل: «بنسمع حكايات غريبة لدرجة بنصدق وجود ناس معاهم»، ما قد يتسبب في شجار بينهما، بعد محاولة أحدهما الدفاع عن الشخص الوهمي أو تأييد وجهة نظره.
يبدأ صوتهما في الارتفاع تدريجيًا، وبعد سماع الجيران المجاورين لهما، يتوجهون إلى منزلهما لمحاولة إنهاء الشجار، ويخشي الأهالي أن يقع أحدهما قتيلا على يد الآخر.
لا ينتهي العالم الإفتراضي لدى الشقيقين عند هذا الحد، بل يتفاجأ الأهالي في بعض الأحيان بتواجد عربات الشرطة في القرية لإلقاء القبض على أحد سكان القرية، فقد حرر «محمد» محضرًا في قسم الشرطة، ضد الشخص الذي يرعاهما، مدعيًا إقدامه على قتل شقيقته رميًا بالرصاص.
وفي ساعات متأخرة من الليل يستيقظ أهل القرية على صراخ الشقيقين، وعند الذهاب إليهما يجدوهما مصابين بحالة من التشنجات العصبية، ويشكوان من آلام جسدية.
مناشدة إلى وزارة الصحة لعلاج الشقيقين
ويناشد أحمد عنتر، وزارة الصحة لتشخيص حالة الشقيقين، موضحًا أنهما لا يحتاجان إلى مساعدات إنسانية؛ إذ أن أهل القرية يتحملون الإنفاق عليهما وتلبية احتياجاتهما.
ويطالب «عنتر» الوزارة بإرسال لجنة طبية من أجل الكشف وتشخيص حالتهما، بعد تدهور الحالة الصحية لهما، ولا يتمكن أهالي من القرية الذهاب بهما إلى المستشفى، لبُعد المسافة بينها والقرية، ويخشون حدوث نوبات عصبية لهما، وفقد السيطرة عليهما.