| أحزان بائع النعناع.. «فرج» ينفق على أبنائه وأحفاده وينسى «ورم في ظهره»

واحد من نجوم شوارع القاهرة، وبالتحديد المنطقة المحيطة بميدان الشهيد هشام بركات، في مدينة نصر، بطل لقصة البحث عن رزق «11 فردا»، لا يزال ظهره منتصبا رغم الآلام التي تباغته أحيانا، فتضطره إلى إنزال صندوق الخضار من على ظهره، فيجلس على الرصيف.. ليستريح قليلا.. ويداعب المارة بجمل تروج لبضاعته وتجلب له الرزق.. «نعناع يا جرجير».

فرج فرج عبدالحميد، رجل خمسيني، يقيم بعزبة الهجانة في محافظة القاهرة، أب لـ5 أبناء من الذكور، ولديه 6 أحفاد، وليس لديهم دخلا سوى الجنيهات التي يجنيها «عم فرج» من بيع الخضار، فقد أصيب أكبر أبنائه منذ سنوات بمرض في الكبد، والآخر لديه إعاقة حركية، والثالث يعاني من تأخر ذهني، أما الرابع والخامس فيعملان باليومية، ويحاولان مساعدته بالجنيهات التي يحصلان عليها حينما يتوفر لهما عمل، هكذا قال لنا «عم فرج».

يعمل 14 ساعة يوميا

يبدأ «عم فرج» يومه بالتوجه إلى أسواق الجملة في الصباح الباكر، يشتري بضاعته، ثم يتوجه لشوارع القاهرة، يتجول وينتظر أن يوقفه أحد الراغبين في شراء الخضار، ويستمر في الترحال من شارع إلى آخر.. حتى الثامنة مساء، فقد تعود على العمل لمدة تصل إلى 14 ساعة يوميًا، يعود بعدها إلى بيته محملا ببواقي الخضار.

ويواجه «فرج» الكثير المتاعب والمشكلات في هذه المرحلة العمرية، فأحيانا لا يقدر على حمل البضاعة والسير بها في الشوارع، خاصة بعد إصابته بورم في الظهر.

الأمنية الوحيدة لبياع النعناع

بعد هذه السنوات الطويلة من الكفاح، لم تكن الرفاهية أو التوقف عن العمل مطلبا لـ«عم فرج»، بل يتمنى أن يستمر في عمله من أجل أحفاده، لأن الحالة الصحية لإباءهم تمنعهم من الإنفاق عليهم: «والله الواحد بيتحمل الشقا والتعب عشان العيال الصغيرة».

كل ما يتمناه «عم فرج» أن يجد من يتكفل بعلاج الورم الذي يسكن في ظهره، وأن يجد لأبنائه عمل يعينهم على تلبية احتياجات أسرهم.