معاريف.. المستوطنون بشريعة غولدشتاين: اقتل 29 مصلياً نجعل قبرك مزاراً دينياً لليهود
2021 Dec,03
معاريف – بقلم: ران أدليست "هذا الوميض ينقضي في الأخبار وكأنه أمر عابر: مستوطنون يخربون الكروم ومزروعات الفلسطينيين، ويحدثون اضطرابات في القدس فيلحقون أضرارا بالممتلكات ويمسون بأفراد الشرطة. الحكومة، وقوات الأمن وجهاز إنفاد القانون، كلهم يتعاونون مع هؤلاء المشاغبين. يدور الحديث عن عنصرية تحت ظل القانون، وتحظى بصدى إيجابي بين جماهير غير قليلة.
مؤخراً، حين مل بعض من الشعب الأمريكي العنصرية العنيفة، وقفت المحكمة في الولايات المتحدة إلى جانب الديمقراطية وبقوة. ثلاثة رجال بيض في جورجيا أدينوا بقتل شاب أسود، ينتظرون المكوث في السجن لسنوات طويلة. وتعرضت منظمات التفوق الأبيض لغرامة بالملايين.
قبل نحو أربع سنوات، تجمعت بضع منظمات يمينية متطرفة في الولايات المتحدة في مهرجان توحيد واحتجاج في بلدة شالوتسفيل، وفي الطريق احتجوا على إزالة تماثيل ونصب تذكارية لاتحاد الولايات الأمريكية التي أيدت العبودية. تبين أن جمر تلك الحرب لا يزال مشتعلاً بعد 150 سنة، وإزالة تمثال جنرال جنوبي في حديقة أشعل اضطراباً في البلدة. قيل في مهرجان اليمين إن “اليهود يدمرون العالم الغربي”. شخصيات قدوة للمتظاهرين هم دونالد ترامب وبعده أدولف هتلر. لاحقاً، جرت هناك مسيرة لمشاركة نشطاء نازيين جدد رافقتها أحداث عنيفة إلى أن سرع متظاهر أبيض متطرف سيارته نحو متظاهرين في مظاهرة مضادة، قتل امرأة وأصاب نحو عشرين. رفعت بلدية شارلوتسفيل دعوى ضد منظمات اليمين التي نظمت المهرجان، وفرض المحلفون عليها غرامة بمبلغ 26 مليون دولار.
في إسرائيل، لم نصل إلى المكان الذي يحاكم فيه الناس بشدة على العنصرية، بل هم عندنا يقدسون قتلة عنصريين مثل المخرب باروخ غولدشتاين، الذي حظي بنصب هدمته الدولة لاحقاً ومعجبوه يسرحون في الكنيست. في شباط 1994 قتل غولدشتاين 29 مصلياً وأصاب نحو 100 في مغارة المكفيلا (الحرم الإبراهيمي). دفن في حديقة مئير كهانا في الخليل، وتحول قبره إلى موقع حجيج. محكمة العدل العليا أزالت مظاهرة الأبهة وتركت الكتابة على الشاهد: نظيف اليدين وصاحب قلب. قتل على قدسية الرب”. وهكذا، بينما الأمريكيون يزيلون تماثيل زعماء الجنوب، أقيمت في إسرائيل حديقة كهانا.