«الموسيقى حلوة،، أنا بحب الموسيقى»، إحدى الكلمات القلائل التي يستطيع «محمد»، طالب، والذي يعاني من ضعف بحاسة السمع، النطق بها، لكنها كافية بدرجة كبيرة، للتعبير عن كم الحب الذي يملؤه نحو هذا العالم الذي تعرف عليه منذ أن اكتشف مدرب الموسيقى بمدرسته، موهبته وقدرته الكبيرة في العزف على ألة الأورج الموسيقية، فكأن الزمن يُعيد نفسه من جديد، ويبدو أن القدر يفكر في أن يجود على هذا العالم، بموسيقي آخر عظيم يعاني من ضعف السمع، مثلما كان الموسيقار العالمي وعازف البيانو الشهير، بيتهوفن، الذي توفي قبل حوالي قرنين من الزمن وبالتحديد عام 1827.
محمد عمرو أنور بيومي، 19 عامًا، يعيش بمحافظة القاهرة رفقة والده ووالدته، ويدرس بمدرسة الوفاء والأمل لضعاف السمع، ويعتبر أول ضعيف سمع يستطيع العزف على ألة الأورج الموسيقية، ويقدم من خلاله ألحان الكثير من الأغنيات المختلفة، كما تقول والدته في حديثها مع «».
مدرب الموسيقى اكتشف موهبته
موهبة العزف لطالب مدرسة الأمل والوفاء، كان لمدرب الموسيقى بمدرسته الفضل في اكتشافها، بعد ما لاحظ التعلق الكبير لـ «محمد» بالموسيقى وألة الأورج بالأخص، فبدأ يدربه على استخدامها، وكانت المفاجأة، تجاوب «محمد» معه بشكل كبير، وإظهاره لقدرات كبيرة على التحكم في تلك الألة والعزف عليها دون أي عناء، حسب ما ترويه أم الموهبة الموسيقية.
موهبة تخطت حاجز المدرسة
موهبة «محمد» بدأت مؤخرًا تتخطى حاجز مدرسته، وتصل لأبعد من ذلك بكثير، بعدما لجأت إليه جمعية رسالة للمشاركة في إحياء إحدى حفلاتها، حيث توضح الأم: «ابني الحمد لله بيقدر يعزف أي أغنية مدربه في المدرسة بيطلبها منها، عشان كدا اشترك في أكثر من مسابقة وقدر يفوز بيها، وكمان جمعية رسالة استعانت بيه قريب في حفلة من حفلاتها وقدم عزفه بالأورج فيها، والحضور في الحفلة أشادوا بهِ».
وفي نهاية حديث الأم ونجلها الموهبة الموسيقية، مع «»، يؤكد «محمد» بكلماته البسيطة على حبه الكبير للموسيقى ومحاولاته الدائمة للتدرب عليها، حتى يحقق حلمه ويصبح موسيقيا كبيرا في المستقبل القريب.