يقف بجلبابه الصعيدي وجسده الممتلئ خلف عربته الخشبية المُحملة بأعواد الذرة والبطاطا، بالإضافة إلى مدخنة وبعض القطع من الفحم والخشب لزوم الشوي، والتي لجأ إليها عام 2013، بعدما تدهورت تجارته في الفاكهة، كما عجز وقتها عن التكفل بمصاريف زوجته وأبنائه مما اضطره إلى إرجاعهم إلى قريته التي وُلد بها في الصعيد.
«عاطف» تربى في القاهرة وجذوره من سوهاج
«جيت القاهرة وأنا عندي حوالي 7 سنين، ولما كبرت اتجوزت واحدة قريبتي من الصعيد وربنا كرمني بـ 4 أبناء، أكبرهم سامح 17 سنة في 3 ثانوي سياحة وفنادق، وعندي هبه وأحمد توأم في 3 إعدادي، وإبراهيم في 3 إبتدائي»، هكذا قال عاطف محمود، الذي يسكن في عزبة أولاد علام في حي الدقي بمحافظة الجيزة، في حديثه لـ«»، موضحا أن جذوره تعود إلى قرية الطوايل في مركز ساقلتة بمحافظة سوهاج.
تدهورت تجارته في الفاكهة فلجأ إلى بيع البطاطا
سنوات طويلة ظل فيها «عاطف»، صاحب الـ 53 عامًا، يعمل في مهنة بيع الفاكهة، إلا أنها تدهورت ولم يعد يجد فيها المكسب الكافي فتركها وراح يلجأ إلى بيع البطاطا: «كنت بتاجر في الفاكهة زمان، بس لما الدنيا جارت عليا ولقيت نفسي مش قادر أصرف على مراتي وعيالي، اضطريت أوديهم يسكنوا في الصعيد في بيت العيلة، قلت أرحم من دفع الإيجارات هنا والمصاريف الغالية، وبدأت أنا في بيع البطاطا، وكل ما ربنا يرزقني بحاجة بحاول أجمعها وأبعتهالهم علشان يقدروا يعيشوا».
الثالثة عصرًا هي موعد بدء «عاطف» لرحلته اليومية مع البطاطا، بعدما يكون قد انتهى من رصِّها وإشعال مدخنته، ثم يبدأ في تقديمها للزبائن: «بجيب البطاطا والدرة شُكك من التاجر وكمان مأجر منه العربية بـ 5 جنيه في اليوم، ولما ببيع جزء من البضاعة وأكوَّن المبلغ بروح أوديهوله.. كل يوم بيكون برزقه في البيع، يعني يوم بكسب 100 ويوم 30 وأهي ماشية»، بحسب «عاطف»، وأنه يظل في الشارع بعربته حتى منتصف الليل، ثم يعود إلى مكان سكنه ليستمر في غسل وتجهيز بضاعته لليوم التالي حتى بزوغ الفجر.
مُعاناة «عاطف» من آلام الفتاق
يعيش «عاطف» في غرفة صغيرة يدفع لها 300 جنيه كإيجار شهري بالإضافة إلى فواتير الكهرباء والمياه التي تكون في حدود 50 جنيهًا، كما أنه يعاني من فتاق يسبب له آلامًا شديدة وخاصة في أوقات البرودة: «عندي فتاق من 5 سنين مش قادر أروح أكشف.. لو كشفت عايزلي أقل حاجة 150 جنيه، ودي ولادي أولى بيها.. لما بيشد عليا في وقت البرد مبقدرش آخد نَفَسي ومبرتاحش غير لو ولعت نار واتدفيت».