«الدنيا مش مضمونة».. ربما تكون هذه الجملة هي أكثر ما يُعبر عن حياة «سامح»، صاحب الـ 60 عامًا؛ إذ قضى سنوات طويلة من عمره في العمل باليومية، ورغم مشاق عمله وقتها إلا أنه كان يحيا حياة سعيدة لا ينقصها شيء، بينما كل ذلك لم يَدُم؛ إذ هاجمه المرض منذ سنوات ليُرغِمه على ملازمة كُرسيه المُتحرك، عاجزًا عن العمل وإعالة أسرته، لتتركه زوجته في النهاية وتعود إلى أهلها.
الإصابة بجلطة
يحكي سامح علي، أحد أبناء حي عابدين بالقاهرة، في حديث لـ«»، أنه كان يعمل في حَمل الأغراض ونقلها، قبل أن يتعرض لحادثة تفقده قدرته على العمل: «نزلت جلطة على رجلي الشمال من 15 سنة خلتني مش قادر أشتغل ولا أصرف على بيتي، وبسبب كدا مراتي إتطلقت مني ورجعت لأهلها»، وفقًا لـ«سامح»، وأنها تركته بعد مرور 10 سنوات من الإصابة بالجلطة، إذ كان قبلها أخوته يتكفلون برعايتهم.
ابنته تتولى رعايته
أنجب «سامح» من زوجته ابنة وحيدة تسمى «نعمة»، لتكون هي بالفعل «نعمة» في حياته بعد المرض: «بنتي نعمة عندها 18 سنة.. مرضيتش أخلي والدتها تاخدها معاها لما اتطلقت.. عاشت معايا ودلوقتي إتجوزت وبتعولني لأنها ساكنة قريب مني»، بحسب «سامح»، وأنها تأتي إليه يوميًا بعد انتهائها من عملها لتُعد له طعامه وتُقضي احتياجاته: «بتجيلي كل يوم تحميني وتغيرلي هدومي وتعشيني وأنام».
يخرج «سامح» على كرسيه المُتحرك صباح كل يوم ويقف في الشارع مُنتظرًا مَن يَمنُ عليه بجنيه أو نِصفه أو بعض الطعام يسد به جوعه: «الأول كنت بشتغل وبصرف على بيتي ومعايا فلوس وبجيب كل حاجة، لكن دلوقتي مش قادر.. بعد ما طلقت مراتي كنت عايش في بيت العيلة بتاعنا ولما وِقع بنيت أوضة صغيرة قاعد فيها بدل ما أنام في الشارع»، هكذا روى «سامح»، وأنه يتكبد بفواتير كهرباء ومياه شهرية تصل لـ 100 جنيه.
علاج شهري بـ 200 جنيه
يحيا «سامح» حياته دون مصدر رزق ثابت؛ إذ أنه كان يحصل على معاش شهري، وجرى إيقافه: «لما عجلات الكرسي بتتكسر، ولاد الحلال هما اللي بيصلحوها لي.. بحتاج بـ 200 جنيه علاج كل شهر.. الحقن اللي باخدها بتريحني من الألم شوية، بس ساعات مبقدرش أشتريها».