بنتان تربطهما علاقة قرابة، فهما متلازمتان منذ صغرهما، صديقتان منذ نعومة أظافرهما، لم يتبعا إحدى المؤسسات أو الجمعيات الخيرية، بل تقومان بعمل الخير بمجهوداتهما الذاتية مع مساعدة الأهالي، فلا تعبئان بما يواجههما من صعوبات وعقبات، كل تفكيرهما هو التهوين لفك كرب كل مسكين ومحتاج، حتى تقدمان رسالتهما في الحياة.
أسماء صلاح وسارة أحمد، بنتان من محافظة المنيا، بدءتا سويًا طريقهما الخيري منذ عام 2012، معتمدتان على نفسهما لإنقاذ الغارمات لتقدما كل السُبل من أجل إنقاذهن من السجون، فتقول «أسماء» في حديثها لـ«»، «معظم حالات الغارمات اللي بتيجي قدامنا بيبقا الزوج واخد قرض بضمان الزوجة، أو أمهات مستلفة عشان تستر بناتها»، مشيرة إلى أنواع وأسباب آخرى مختلفة، لا يقال عليها سوى أنها «تافهة»، «فيه ناس بتتحبس عشان 100جنيه و200 جنيه».
أسماء وسارة تجتهدان في العمل الخيري
حالات آخرى للغارمات تسعى الفتاتان لمساعدتهن، منهن من يكونّ عليها إيجار متأخر نحو 7 أو 8 أشهر، لتقوم إحدى الفتيات بتجميع المبلغ بقدر المُستطاع من أجل سداد هذا الدين، حسبما أوضحت «أسماء»، بأن هذه الأعمال الخيرية ما هي إلا رسائل من عند الله لمساعدة هؤلاء.
لم تكن مساعدة الغارمات فقط ما تقوم به الفتاتان، بل قامتا بعمل حملات إطعام، وتجهيز عرائس، وعمل مشاريع للمحتاجين، وبناء أسقف، وتوصيل وصلات مياه في القرى والعزب والنجوع المعدومة، موضحتان أنه قبل مساعدة أي حالة لابد من عمل بحث عنها أولًا، لمعرفة هل هذه الحالة تستحق أم لا، وبعد التأكد من استحقاق الحالة للدعم، تتواصل إحداهما مع الأهالي عن طريق «فيسبوك»، قائلة: «فيه ناس بتقدم كل سُبل الدعم، وناس تانية بتطلب فلوسها في نص المشوار».
الفتاتان تكتفيان بالدعاء: ده اللي ساترنا
رغم الكثير من الأعمال الخيرية التي تقوم بها الفتاتان، إلا أن هذا لا يرضي غرورهما في فعل الخير، بل مع بداية كل فصل من السنة صيفًا وشتاء، تعملان على شراء ملابس بكميات كبيرة أثناء التخفيضات، «بنروح نوزع ونفرح الناس في دار الأيتام والملاجئ»، تحاولان بقدر الإمكان تصدير وإدخال البهجة والسعادة على أكبر قدر من الناس، فضلا عن حبهما في عمل تلك الأعمال، فهما لا تنتظرا مقابلا من أحد، كل ما تحتاجانه هو الدعاء، «عشان ده اللي ساترنا في الدنيا»، متحدثان عن كرم الله وأنهما في نعمة لا تعد ولا تحصى جراء أعمال الخير.
في نهاية حديثها أكدت «أسماء»، أنها تقوم بحملات إنقاذ للحيوانات الضالة في الشوارع، لكنها تتعرض لكثير من أعمال التنمر ونظرات الاستهجان بكونها بنت وتقوم بعمل تلك الأعمال الإنقاذية للقطط والكلاب الضالة بالطرقات، «مرة كنت بنقذ قطة كان في شخص سممها والقطة عضتني وتسببت في تسمم ليا»، لتظل الفتاة بأحد المستشفيات قرابة أسبوع حتى تلقت رحلة علاجها.