يمتلك موهبة فذة وذوقا راقيا ومهارة عالية في إعادة تدوير الخردة والمخلفات، بسبب ولعه بكل ما هو قديم الذي جعله قادر على الإبداع في مشروع تخرجه، ليصنع الشاب العشريني أكبر تمثال من الخردة بعد أن أعاد المخلفات لأصلها بعد تعرضها لكثير من العوامل التي غيرت ملامحها، والتي كادت أن تشبه الإنسان الذي مر بكثير من المراحل والضغوطات.
مشروع تخرج انتهى لإنتاج تحفة فنية
محمد سعيد، طالب كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر، يمارس موهبة صناعة المجسمات باستخدام الخردة منذ عامين، وقد اكتسب هذه الموهبة بدون تعلمها، فبمجرد حمله للورق أو الخردة القديمة فقط، يقوم «بصنعة لطافة وخفة يد» في تحويلها إلى مجسمات صغيرة لها شكل جديد وجذاب: «الحكاية إني كنت حابب أن كل قطعة بصنعها تكون بتحكي حياة وتمثل شخصا آخر في حياة الكثير منا، يوجد أشخاص كثيرة بحياتنا تساقطوا مع مرور الأيام والضغوطات، ولكن يمكننا أن نعمل على جمعها من جديد لكي تكون بداية حياة جديدة».
14 ساعة عمل متواصلة لمدة 25 يوما
14 ساعة من العمل الشاق يقضيهم «سعيد» يومياً بحب وراحة نفسية، وهو حريص على تسكين الخردة صغيرة الحجم في مكانها المناسب لتكوين التمثال الذي يتخيله، الذي تراوح طوله 3 أمتار محتوياً على أكثر من 300 كيلو من الخردة المختلفة، «كل قطعة عاشت في مكان مختلف وليها وظيفة مختلفة» بحسب ما رواه لـ«»، واستغرقت صناعة هذا التمثال من 20 لـ 25 يوماً بدون ملل أو تعب.
لم يكن الأمر سهلاً على الشاب العشريني في جمع الخردة، حيث كان يجمع يومياً من 60 لـ 80 كيلو خردة من أماكن مختلفة وخامات متنوعة «مسامير، أقفال، صامويل وقطع غيار قديمة»، حتى يتأكد من أن التمثال متنوعا بجميع أجزائه، لإيمانه الشديد بأن كل ما هو قديم يعطي قيمة أكثر للعمل.
قطعة خردة عمرها 20 عاما
في البداية صنع «سعيد» هيكلا من الحديد شبه عظام الإنسان لكي يتمكن من بناء باقى أجزاء الجسم من قدم وذراع والقفص الصدري والحوض ومنشأ العضلة، كل هذه التفاصيل باستخدام الحديد وتوزيع الخردة على حسب وظيفتها، ومن بين القطع التى استخدمها كان هناك قطعة عمرها أكثر من 20 عاماً، ولكن بعد إزالة الصدأ عنها وإعادتها من جديد أصبحت قطعة مفيدة قادرة على استكمال قوام التمثال.
يشعر الشاب العشريني، براحة كبيرة أثناء جمعه للخردة الخاصة به، لكن تزداد سعادته حينما يُنتج تمثالا أو مجسما، يُعجب به الناس، «بينى وبين الخردة لغة وكل قطعة بشتغل فيها ليها حكاية، التصميم مش مجرد مواد أو مخالفات، ده فن وإبداع قطعة فنية ليها روح وذات قيمة كبيرة».