| «أحلام» تبيع مناديل لترعى حفيدتها اليتيمة: فرحها قرب نفسي حد يجهزها

آلامٌ كثيرة تتكبدها «أحلام»، صاحبة الـ 57 عامًا، وهي تجلس على أرصفة أحد الشوارع ببعض علب المناديل مُحاولة أن تجني من بيعها بعض الجنيهات القليلة كي تتمكن من إعالة حفيدتها «بسملة» التي توفيت والدتها «ابنة أحلام»، وتركها والدها وهي في شهورها الأولى.

أحلام تركها زوجها بـ6 أبناء 

دموع كثيرة ذرفتها أحلام أبوضيف، وهي تتحدث لـ«»، وتحكي أنها تعود جذورها إلى الصعيد حيث مركز طما بمحافظة سوهاج، وقد أتت إلى القاهرة متزوجة من ابن عمها ليستقر بهما الحال للعيش في منطقة أبو قتادة في بولاق الدكرور بالجيزة، إلا أنه تركها منذ نحو 3 سنوات وعاد إلى بلدتهم في الصعيد بعد أن أنجبت منه 6 أبناء: «عندي 4 بنات وولدين، ابني الكبير متجوز وشغال أرزقي على توكتوك ويادوب عارف يكفي مصاريف بيته، وابني التاني ده للأسف أتعلم شرب المخدرات ويوم بيشتغل و10 لا وكل يوم بياخد مني فلوس غصب عني».

توفيّ زوج ابنة «أحلام» الكبرى تاركًا لها 4 أبناء، أكبرهم طالب بالصف الثالث الإعدادي، لتتولي السيدة الخمسينية في النهاية التكفُل من حين لآخر بمصاريف ابنتها وأحفادها: «بنتي بعد وفاة جوزها رفضت الجواز علشان تربي عيالها، وولاد الحلال بيدفعوا لها الإيجار.. هي ساكنة في المقطم، وبتيجي لي كل أسبوع بحاول أديها اللي أقدر عليه علشان عيالها بيتعلموا»، هكذا قالت «أحلام».

«أحلام»: ابني بياخد مني الفلوس غصب عني

ساعات طويلة تقضيها «أحلام» وهي تجلس بجسدها الثقيل والمُحمل بالأمراض، خلف علب مناديلها، منتظرة من يتعطف عليها بجنيهًا أو أثنين زيادةً على ثمن العلبة، لتعود آخر الليل ومعها ما يكفي لطعامهم وما سينهبه ابنها المُدمن رغمًا عنها: «ابني بياخد مني 15 ولا 20 جنيه كل يوم بالعافية ولو مديتهوش مش هيسيبني في حالي.. حاولت أدخله مصحة يتعالج بس طلبوا مني 2000 جنيه وقالوا لي أوديله قاروصة سجاير كل 10 أيام بس أنا مش معايا المبلغ ده ومقدرتش أوديه»، وفقًا لـ«أحلام»، وأنها تعيش في شقة يتكفل أولاد الحلال بإيجارها عوضًا عنها، إلا أنها تدفع فواتير الكهرباء والمياه الشهرية والتي تصل لـ 100 جنيهًا، كما أنها تعاني من أمراض وآلامًا كثيرة تزعج جسدها من وقت لآخر ولا تهدأ إلا بتناولها للمسكنات.

«أحلام»: نفسي حد يجهِز حفيدتي دي يتيمة وفرحها قرب

تكفُل «أحلام» بمصاريف أحفادها وابنها مُتعاطي المخدرات لم تكن آخر أسباب مُعاناتها في الحياة، وإنما هي أيضًا تُربي حفيدتها «بسملة» صاحبة الـ 15 عامًا، من ابنتها الصغرى: «جوز بنتي سابها وهي لسه مخلفة بنتها بسملة، كانت يادوب لسه حتة لحمة حمراء وبعدها جات بنتي عاشت معايا هي وبنتها.. السنة اللي فاتت بنتي اتوفت وسابتلي بسملة أنا اللي بربيها»، بحسب «أحلام»، وأن حفيدتها مخطوبة ومن المُقرر زواجها العام المُقبل في حين أنها  ما زالت لم تشتر لها شيئا من جهازها، ولا تعلم كيف ستُجهِز حفيدتها اليتيمة: «أنا مش عايزة غير أن حد يساعدني في جهاز البنت.. دي يتيمة فرحها السنة الجاية وأنا حتى الآن مش قادرة أشتريلها أي حاجة»، هكذا ترجَت «أحلام» ودموعها تسبق كلماتها.