| كفاح «عم محمد» على عربية الترمس.. رفض مساعدة أبنائه ونفسه في عمرة

على مدار أكثر من 57 عامًا، ولايزال يعمل محمد أحمد، الرجل الستيني، إذ يجوب شوارع طنطا، بالتحديد منطقة المحيطة بميدان «السيد البدوي» في مدينة طنطا، بحثا عن الرزق، رغم تجاوزه الـ70 عاما، يحمل صندوقًا خشبيًا يحتوي على أطباق من «الترمس والحلبة»، يسير بين شوارع المحيطة بالميدان، ليصبح أحد أشهر العلامات المميزة في منطقة السيد البدوي.

57 عامًا من سعي عم محمد من أجل أبنائه

«العم محمد» بطل يحارب الشيخوخة بالسعي الدائم لكسب قوت يومه، يقيم بمدينة طنطا محافظة الغربية، لديه 7 أبناء، بدأ شبابه في العمالة اليومية، امتهن مهنة بيع «الترمس» منذ أكثر من 57 عامًا، بدأ يجوب الشوارع بصندوقه الخشبي داخل شوارع الميدان، حبًا في أولياء الله الصالحين، استمر في السعي وطلب الرزق الحلال، من أجل أبنائه السبعة، رغم بساطة المبالغ الذي يجنيها من عمله، إلا أنه شديد الحرص على تعليم أبنائه، فجميعهم حاصلون على شهادة الدبلوم، كما تمكن من تجهيز بناته ومساعدة الأولاد من أجل زواجهم، حسب حديثه مع «».

عم محمد يعمل لمدة 13 ساعة

يبدأ «عم محمد» يومه، ظهرًا بالتحديد بعد صلاة الظهر، يعد نفسه ويقوم بتجهيز بضائعه، يتجه الخمسيني إلى منطقة الميدان، يحمل صندوقه ويجوب به بين المارة، حتى يرهقه المشي فيتجه إلى أحد المقاهي الشهيرة المجاورة للمسجد، يضع العجوز بضائعه على الطاولة، المطلة على الشارع الرئيسي، يجلس لأخذ قسط من الراحة، وفي الوقت نفسه يقوم ببيع «الترمس والحلبة»، ينهي الرجل من جلسته بعد الشعور بالراحة، يبدأ في التجول مرة آخري، حتى يطمئن على قوت يومه، يعود لمنزله بعد 13 ساعة من العمل.

عم محمد يحلم بقضاء عمرة

لا يقبل «عم محمد» المساعدات من أحد، حتى أبنائه الذين حاولوا رد الجميل، وطالبوا والدهم بالجلوس في منزله وجميعهم يعملون من أجل راحته، إلا أنه رفض عرض أبناء، وفضل الاستمرار طلب قوت يومه هو وزوجته بنفسه «والدي قالوا ليا كتير أقد كفاية عليك شقا لحد كده، لكن أنا اللي محتاج للشغل، لأن لو قعدت أتعب»، اكتفي العجوز من الدنيا، وملأ قلبه الرضا، ولا يتمنى سوى زيارة إلى بيت الله الحرام «أنا مش محتاج حاجة من الدنيا نهائيًا، بس نفسي أزور سيدنا النبي محمد وأعمل عمرة».