| رحلة «أحمد» من المدينة المنورة إلى ساحة الحسين: «متعود أحضر كل سنة»

ينتظر تلك الأيام المباركة من كل عام بسعادة داخلية وتصالح رهيب مع نفس يسافر من السعودية للقاهرة سعيا للسكينة، وما أن يحل اليوم المنتظر، حتى يرتدي جلبابه الأنيق و«طاقية»، قطنية على رأسه، ممسكًا بيده سبحة خضراء يصفق بها أثناء قيادته إحدى حلقات الذكر أمام مسجد الإمام الحسين بمنطقة الجمالية في القاهر.

أحمد الصياد: حلقات الذكر بالمدد والبركة

«أحمد الصياد»، يبلغ من العمر41 عامًا، من أهالي مركز أبو تيج بمحافظة أسيوط، خطف أنظار الجميع بصوته الجذاب في الأيام الختامية لمولد سيدنا الحسين، استطاع أن يجعل المحيطين به يعيشون أجواء الذكر والاحتفال بتصفيقه المتناغم مع كلمات مدحه، مستقطبا المريدين والمادحين المحبين لسيدنا الحسين.

ومع ازدياد العدد يرتفع الصوت الذي يجذب نحوه المزيد وسط اتساع مستمرة للدائرة البشرية التي أحاطت بـ«الصياد» أثناء مدحه، دون حاجة إلى ميكروفون، فعذوبة صوته يصل صداها إلى مدخل النفق المطل على المسجد بمجرد دخول تلك المنطقة.

تلك الأجواء، اعتاد الصياد أن يعيشها كل عام قادما إلى مصر، وفقا لما رواه لـ«»: «اعتدت على حضور مولد الحسين كل سنة زي ما اتعلمت من والدي وأهلي في أسيوط لما كنت في ابتدائي، وعمر شغلي في السعودية ما كان عائق قدامي علشان أقدر أوفر وقت أجي فيه».

يمتهن تحفيظ القرآن في السعودية

على الرغم من عمل الرجل الأربعيني في تحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة، إلا أنه حريص دائما على التواجد في الصفوف الأولى أمام المسجد للاحتفال بالمولد: «حلقات الذكر بتيجي كده بالمدد والبركة زي ما حصل قدام الكل في الحلقة اللي عملتها، لكن أول مرة بدأت فيها حلقات الذكر في حياتي كانت في المرحلة الإعدادية، ودايما الناس بتتفاعل معايا بسبب صوتي وطريقتي في الذكر».

وظهر «الصياد»، وحيدًا دون اصطحاب زوجته أو أولاده وأفراد عائلته معه، مبررًا ذلك بأن زوجته أنجبت طفلا، ما يُصعب من قدرتها على احضور، بحسب ما رواه: «بجيبهم معايا المولد دايما، لكن علشان زوجتي لسه مخلفة من قريب، قررت أجي المره دي لوحدي».