أسراب عديدة من الحمام تحلق أعلى سماء مسجد الحسين، المتواجد في منطقة الجمالية بالقاهرة، خاصة عند ترديد كلمات من المدح النبوي على ألسنة رواد الحسين وسط حلقات من الذكر، قبل أن تعود للاستقرار على حوائط المسجد في منظر بديع.
وسرعان ما ترتفع أصوات رواد مسجد الحسين بالتهليل، بمجرد رؤيتهم أسراب الحمام تحلق أثناء المدح والدعاء، خاصة وقت الاحتفالات والموالد، على غرار مولد قدوم رأس الإمام الحسين إلى القاهرة، وفقا لما رواه أحمد الصياد، يعمل موظفًا في تحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة، الذي أصر على قطع رحلة من السعودية إلى مصر للمدح داخله كعادته منذ الصغر.
«حمام الحمى»، ذلك الاسم الذي يطلق على الحمام المتواجد على مسجد الحسين، بحسب «الصياد»، خلال حديثه لـ«»: «ده بيبقى موجود في البقاع الطاهرة فقط، البقيع، ومكة المكرمة، والحرم المكي، حرم المسجد النبوي، وعند سيدنا الحسين، والسيدة زينب».
إشارات وبشرة خير
وأوضح «الصياد»، أن السر وراء تهليلهم بأصوات مرتفعة أثناء تحليق الحمام وقت المديح، يعود إلى أن الحمام يبلغ السلام: «دي عبارة عن إشارات وبشرة خير لينا وتفاؤل حسن بأن الدعاء اللي بنردده والمدح مقبول»، وذلك على غرار أنشودة «يا حمام المدينة بلغ سلامي لنبينا».
حمام الحمى في الحسين pic.twitter.com/BmSPWpu9UW
— مُــصْــطَــفــى (@m_ElSabrii157) December 7, 2021
حمام الحمى الذي يتواجد بالحرم المكي
ورد الشيخ عمر عبدالمغيث، أحد علماء وزارة الأوقاف وإمام مسجد الحسين سابقًا، على تساؤلات كثير من زوار مسجد الإمام الحسين، وخاصة في أيام الاحتفال بذكرى قدوم رأس الإمام إلى القاهرة عن انتشار عدد كبير من الحمام، قائلا خلال حديثه لـ«»: «من الأمور العجيبة التي أذهلت عقول زوار مسجد الإمام الحسين بالقاهرة انتشار الحمام بكثافة».
«هذا الحمام يشبه حمام الحمى الذي يتواجد بالحرم المكي، وإن دل هذا الأمر فإنما يدل على اتصال الأماكن المباركة بعضها ببعض»، بحسب الشيخ عمر: «فالإمام الحسين حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكأن الأقدار والأيات والمعجزات تلتقي في أماكن الطهر والنقاء».