| أحلام طالب ثانوي صناعي على رصيف وسط البلد: «ببيع كتب ونفسي في الهندسة»

يركز معظم الطلاب على الدراسة في الثانوية، باعتبارها بناء للمستقبل، أما محمد السيد، كان له وجهة نظر مختلفة تماماً، فرغم أن عمره لا يتعدى الـ19 عاماً، ولكنه دمج بين العمل والدراسة حتى يضمن الجانبين، وذلك بدعم أهله وجيرانه.  

رغم صغر سنه إلا أن «محمد» أدرك متاعب الحياة وأنها تحتاج إلى الجد والاجتهاد، فقرر الاعتماد على نفسه، ووافقه أهله على أن يبدأ مشواره على ألا يؤثر ذلك على دراسته، فهو في الصف الثالث الثانوي «صنايع»: «كنت بشوف أهلي إزاي بيتعبوا عشان يجيبوا القرش، وأنا قلت لنفسي لازم أشتغل جنب المدرسة، عشان لما أخلص تعليم أكون عملت حاجة لنفسي».

«محمد» يبيع الكتب على رصيف وسط البلد

عندما علم زوج خالة «محمد» بقراره، عرض عليه العمل معه في بيع الكتب على رصيف وسط البلد في محافظة القاهرة ووافق بعد تفكير: «كنت في الأول متردد، بس عملت جدول لنفسي عشان أعرف أذاكر كويس وأنا بشتغل، وأهلي ساعدوني وشجعوني».

«محمد» يتغلب على بعض الصعوبات البسيطة

الأمر لم يكن هيناً على «محمد»، لأن العمل كان يبعد عن منطقة سكنه في شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، ولكن بمرور الوقت أصبح الأمر اعتيادياً خاصة مع ركوب المترو: «في الأول كنت بركب ميكروباص كانت حاجة صعبة، لأن وقت كبير أوي بيضيع على الفاضي، وفكرت أبطل شغل خالص».

«محمد» يحلم بدخول كلية الهندسة

بمرور الوقت وجد «محمد» نفسه بين سكان وسط البلد، وكان دائماً يشجعونه على تحقيق حلمه بدخول كلية الهندسة، مما كان يمنحه دافعا قويا ليسرع إلى المنزل ويذاكر طوال الليل: «نفسي أبقى مهندس أو أدخل معهد تبع الجيش، والناس كانت بتشجعني وزوج خالتي برضه عن طريق إنه يديني يومية 90 جنيها أو 80 جنيها على حسب الشغل».