يستعد العالم خلال الأيام المقبلة للاحتفال بأعياد «الكريسماس» واستقبال سنة ميلادية جديدة، وهو اليوم الذي دائما ما يلقى تباينا في الآراء حول شرعية الاحتفال به من قِبل المسلمين وتهنئة غير المسلمين به، إلا أن دار الإفتاء المصرية أسرعت كعادتها بإعطاء رأيها الواضح حول شرعية الاحتفال بالعيد من عدمه.
دار الإفتاء المصرية: المسلمون يؤمنون بأنبياء الله جميعًا
وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن المسلمين يؤمنون بأنبياء الله جميعًا، ويحفظون لهم التبجيل والاحترام، كما يرون أنهم أكبر نعمة من عند الله على البشرية؛ إذ أرسلهم الله لهداية البشر، ولذلك هم حين يفرحون بأيام ولادتهم فهم يفعلون ذلك من باب تقديم الشكر لله على إنعامه بأنبيائه عليهم وإرسالهم نورًا ورحمةً للعالمين.
وذكرت دار الإفتاء، عبر موقعها الرسمي، أن «الأيام التي وُلِدَ فيها الأنبياء والرسل أيامُ سلام على العالمين، وقد أشار الله تعالى إلى ذلك؛ فقال عن سيدنا يحيى: ﴿وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: 15]، وقال عن سيدنا عيسى: ﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: 33]».
تقديم الشكر لله على إرساله أنبيائه رحمة للعالمين
وأضافت الدار أنه نتيجة لكل ذلك أصبح الاحتفال والاحتفاء بالأنبياء أمر جائز شرعا، بل أنه من أوجُه التقرب إلى الله وتقديم الشكر له على ما أنعم به على البشرية: «قد احتفل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيوم نجاة سيدنا موسى من فرعون بالصيام؛ فروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قدم المدينة وجد اليهود يصومون يومًا -يعني: عاشوراء-، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكرًا لله، فقال: «أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ» فصامه وأمر بصيامه، فلم يعدَّ هذا الاشتراك في الاحتفال بنجاة سيدنا موسى اشتراكًا في عقائد اليهود المخالفة لعقيدة الإسلام».
وشددت «الإفتاء» على أن احتفال المسلمين بأعياد ميلاد السيد المسيح، هو أمرٌ مشروع لا حُرمة فيه، لأنه تعبيرًا عن الفرح بيوم ميلاده والإعتزاز به: «فيه تأسِّيًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم القائل في حقه: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ» رواه البخاري.
جواز تهنئة غير المسلمين في أعيادهم
وعن شرعية تهنئة غير المسلمين بأعيادهم ومنها أعياد «الكريسماس»، أكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا مانع منها شرعًا، خاصة إذا كانت تربطهم علاقات الصداقة أو الجوار أو أيًا من العلاقات الإنسانية؛ إذ من شأنها تدعيم علاقات الود والحب بينهم، أو إذا كانوا يقدمون لهم التهنئة في أعيادهم ومناسباتهم الإسلامية: «يقول الله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]، وليس في ذلك إقرار لهم على شيء من عقائدهم التي يخالفون فيها عقيدة الإسلام، بل هي من البرِّ والإقساط الذي يحبه الله».