بمظهر أنيق متواضع، يجوب الرجل الستيني شوارع مدينة فاقوس محافظة الشرقية، مستقلا «توك توك» يقوم بنقل الأهالي من مكان إلى آخر، مقابل مبلغ بسيط، فكانت قيادة التوك توك، هو العمل الوحيد الذي لجأ له المهندس الزراعي، من أجل تعزيز دخله، بجانب الوظيفة الحكومية، منذ أكثر من 15 عاما، ثم أكمل نفس العمل بعد خروجه على المعاش، «عندي مسؤوليات والبنات بتكبر محتاجة مصاريف كتير».
أول راتب تقضاه «أدهم» كان 47 جنيها
أدهم عبدالحليم، الشهير بـ «الشربيني»، أحد أبناء مدينة فاقوس بمحافظة الشرقية، هو أب لـ5 فتيات وولد وحيد، بدأ حياته كمهندس زراعي يتقاضى راتبا 47 جنيهًا فقط، حتى وصل إلى مركز مدير الإرشاد الزراعي، إلا أن الراتب لم يكن يكفي للإنفاق على أسرته، فبدأ في البحث عن مصدر رزق بجانب الوظيفة، يمكنه من جلب المال الحلال، «أنا بطبعي راجل مليش في الحرام وأحب اشتغل بالحلال، وربيت ولادي بالحلال الحمد لله».
بداية المهندس في العمل على توكتوك
بدأ «أدهم» في العمل سائقا على سيارة أجرة، لتوصيل الزبائن إلى المطار والمحافظات بعد انتهاء فترة عمله الحكومي، ومع مرور الأيام تمكن من توفير مبلغ 15 ألف جنيه، في عام 2007 وقام بشراء «التوكتوك» ويصبح هو مصدر الأساسي، الذي يعتمد عليه في تلبية احتياجات أبنائه، «الحمد لله قدرت أجمع فلوس التوكتوك، وبدأت أشتغل عليه، كنت بعتبره رزق العيال عشان محدش يبقي في نفسه حاجة».
الصعاب التي تواجه أدهم أثناء عمله
تمكن «أدهم»، من خلال عمله على الـ توك توك، قيامه بتعليم أبنائه وحصولهم على مؤهلات عليا، كما تمكن من شراء منزل لهم، وتجهيز بناته الخمس، «الحمد لله من شغلي قدرت أعلم العيال وأجهز البنات، وكمان اشتريت البيت اللي عايش فيه ده»، ولكنه مع التقدم في العمر، أصبح يواجه العديد من الصعاب أثناء عمله على «التوكتوك»، فمعظم السائقين من صغار السن المتهورين، لا يعبأ أحد منهم بالقوانين، «مهنة التوكتوك دي كلها عيال صغيرة، كلهم عايزين الجري على الطريق، ممكن حد يتسبب في كارثة مش بس حادثة».