بعد اكتشاف اللصوص مقبرة مهمة.. لماذا تعتبر عين شمس منطقة أثر


08:30 ص


السبت 11 ديسمبر 2021

​أثارت المقبرة التي اكتشفها مجموعة من لصوص الآثار في منطقة عين شمس ردود أفعال كثيرة، خاصة أنها إحدى الاكتشافات الهامة خلال الفترة الأخيرة، بعد أن نجحت شرطة السياحة والآثار في القبض على 8 أشخاص تورطوا في الحفر والتنقيب عن الآثار، وأحبطت مخططهم لتهريب الآثار خارج البلاد.

وأسفر حفر هؤلاء اللصوص عن اكتشاف مقبرة مصرية قديمة ترجع إلى عهد الأسرة الـ26 أسفل أحد منازل حي عين شمس المعروفة قديمًا باسم مدينة (أون) أي رب الشمس المدينة المدفونة تحت عين شمس حاليًا.

والمقبرة عبارة عن حجرة دفن بداخلها تابوت بطول 2.10 متر وعرض 75سم، لحاكم إقليم (أون)، الإقليم رقم 13 من أقاليم مصر السفلى (عين شمس حاليًا)، اسمه بالهيروغليفية “عا مر ان دبت ابر اف”، وترجمته: محبوب القارب الذي يصنعه.

وبات السؤال الذي يطرح نفسه الآن، من أين تأتي هذه الآثار في منطقة عين شمس، ولماذا تحظى هذه المدينة رغم كثافتها السكانية العالية بهذه النسبة الكبيرة من الاكتشافات الأثرية؟، هذه الأسئلة وغيرها نحاول الإجابة عنها خلال السطور التالية..

ووفق الموقع الرسمي لوزارة السياحة والآثار المصرية؛ أقيمت مدينة “عين شمس” على أطلال مدينة إيونو الفرعونية القديمة؛ أقدم عواصم العالم. وسميت كذلك “أون”؛ ذات العماد حيث كان يوجد بها عدد لافت من الأعمدة والمسلات الكبيرة.

وأطلق عليها اليونانيون اسم “هليوبوليس”؛ “هيليوس” (الشمس) و”بوليس” (المدينة)،أى مدينة الشمس أو مدينة النور، وذلك لأن مدينة أون كانت تشتهر بعبادة الشمس نسبة إلى الإله رع إله الشمس، ويقابله الرب هيليوس لدى اليونان.

لم يبق من المدينة القديمة أو معابدها إلا نذر يسير من المعالم. وخلال الحقب الإسلامية، استعان المصريون بحجارتها في بناء منازلهم ومنافعهم الأخرى. ولا تزال أعمال البعثات الأثرية جارية في المنطقة حتى اليوم.

وهناك مقابر تعود إلى الدولة القديمة، وخاصة مقبرتي بانحسي وخنسو عنخ. ولا يستبعد أن يكون معبد المدينة، الذي لم يعد قائمًا اليوم، مماثلًا في ضخامته وأهميته لمعبد الكرنك في الأقصر. وقد كان كهنته مسئولون عن تسجيل التقويم المصري الشمسي؛ فهم من وضع أساس التقويم بالسنة المصرية القديمة.

وما تزال مسلة سنوسرت الأول، التي يعود تاريخها إلى الأسرة الثانية عشرة (1956-1911 ق. م) قائمة في موقعها. والمسلات تجسيد بالحجر لخيوط أشعة الشمس، ورمز بها المصري القديم لإله الشمس.

ونقل الإغريق والرومان العديد من المسلات من معابدها الأصلية، واكتشفنا تفكيك عمود من الجرانيت والحجر الرملي أقامه الملك مرنبتاح (1213-1203ق م)، وجرى نقله وإعادة بنائه وعرضه في المتحف المصري الكبير.

وعرف العالم مكانة أون الدينية والسياسية المؤثرة في مصر الفرعونية بعد العثور على العديد من النصوص ذات الصلة بالديانة التي كانت مزدهرة بها. وارتبط رع إله الشمس بواحدة من أقدم نظريات الخلق لدى المصريين. ولدت تلك النظرية في مدرسة مدينة أون، وعرفت بنظرية التاسوع (أي تشمل تسعة آلهة)، ومفادها أن العالم قبل وجود الأرباب كان عبارة عن محيط أزلي لا نهائي من المياه “نون”، ومن هذا المحيط ظهرت روح الإله آتوم (رع) إله الشمس فى صورته الكاملة، وكان يستقر على تل فوق تلك المياه. وعندما استشعر الوحدة قام بخلق رفقاء آخرين؛ ليخرج إله الهواء “شو” والرطوبة “تفنوت”، ثم تزوجا وأنجبا إله الأرض “جب” وإلهة السماء “نوت”، ومن ثم توالى الخلق.