لأكثر من 20 سنة، تمتد رحلة الحاجة «فاطمة» مع الكورشيه، الذي تعلمته بمدرستها التجارية، قبل أن تلجأ إليه لتستطيع أن تساعد زوجها في توفير نفقات أسرتهم، ومن خلاله تنجح في أن تصل بأبنائها الثلاثة إلى أفضل الكليات الجامعية، ومن خلاله أيضا تعمل حاليا على تجهيز ابنتها قبل زفافها المقترب، وفق ما ترويه الحاجة «فاطمة»، في حديثها مع «».
فاطمة محمد فرج، 55 عاما، وأم لرجلين وفتاة، وزوجة لموظف على المعاش، نجحا سويا في تربية أبنائهما وتعليمهم بالشكل المطلوب، بعد قصة طويلة من كفاح الأم، التي كانت بمثابة السند لزوجها وأبنائها منذ بداية الرحلة الممتدة حتى الآن، إذا تقول الحاجة «فاطمة»: «جوزي من أول يوم وهو بيكافح عليا أنا وعيالي، بس كان لازم أقف في ضهره، ومسيبوش لوحده، الدنيا صعبة ومحتاجة مشاركة، والحمد لله قدرنا نعلم ولادنا كويس، عندي ابني الكبير بكالوريوس تجارة، وبنتي بكالوريوس تجارة برضه، وابني الصغير في 3 معهد تكنولوجيا وعلوم إدارية».
سيدة الكورشيه
وعرفت الأم طريق الكورشيه، منذ أن كانت طالبة بمدرسة التجارة بشارع قصر العيني بمدينة القاهرة: «أنا بحب الكورشيه من صغري، واتعلمته في مدرسة التجارة، قبل ما اتخرج سنة 84، كان عندنا زمان في المدرسة حصتين أشغال يدوية، ساعدوني كتير في إني اتعلمه بسهولة، واتعلم كل غرزه وفنياته».
قبل أن تستخدم سيدة الكورشيه، مهارتها تلك وتبدأ مشروعها مع منتجات الكورشيه قبل أكثر من 20 عاما، والمتواصل حتى الآن، بعدما أنقذ أسرتها من ظروف الحياة الصعبة والتي ازادات صعوبة، مع مهاجمة الأمراض المزمنة كـ (السكر والضغط) رب تلك الأسرة الأب، ومن بعد ذلك خضوعه لعملية قلب مفتوح، وفقا لما ترويه الحاجة «فاطمة»: «لما جوزي تعب، كان ابني الصغير عنده سنتين بس، وكان لازم أشد على نفسي عشان خاطر عيالي وجوزي اللي طول عمره بيكافح عشاني وعشان عياله».
العروسة بـ 90 جنيها
من الكورشيه تستطيع الأم أن تصنع العرائس والحقائب ومنتجات أخرى مختلفة، ويتطلب منها هذا العمل ساعات طويلة من يومها، لكنها تعمل بكل حب أملا أن يساعد عملها في توفير الحياة التي تتمناها لأبنائها، موضحة: «بشتغل ساعات طويلة، عشان كدا ربنا بيعيني ويكرمني وبقدر أعمل عروستين كل 3 أيام، بيبع الصغيرة بـ 90 جنيه، والكبيرة بـ 110 جنيه».
الجميع يعمل ويجتهد
في بيت الحاجة «فاطمة»، الجميع يعمل بكل اجتهاد دون استثناء، فالابن الأكبر يعمل محاسبا منذ تخرجه، والأصغر يعمل إلى جانب دراسته ليوفر مصاريف جامعته، وكذلك الابنة عملت كمحاسبة لفترة أيضا، قبل أن تفقدها جائحة كورونا عملها، وتتجه لمساعدة والدتها في عملها، وتسوق منتجاتها عبر جروب على موقع «فيس بوك»، قبل أن تتعرض الأسرة بأكملها لأزمة كبيرة، أجبرت الأم على النزول إلى الشوارع لبيع منتجاتها، حتى تتمكن من توفير نفقات جهاز ابنتها العروس، التي اقترب موعد زفافها.
أزمة العائلة
وتقول «الأم»: «الحمد لله لو على الأكل والشرب، الحمد لله بتتدبر، بس إحنا كنا مستنين مكافأة نهاية خدمة جوزي، بعد سنين من شغله كموظف في ماسبيرو، عشان نجهز بيها بنتنا، بس المكافأة دي محروم منها، من وقت ما خرج على المعاش من سنتين و3 شهور، ومش عارفين ليه، فكان لازم انزل الشارع عشان أزود في المبيعات وأقدر أجهز بنتي، رغم إني محرجة، بس هعمل إيه، جهاز بنتي أهم عندي من إحراجي وتعبي في الشارع».
مناشدة الرئيس
وتأمل الحاجة «فاطمة»، أن تنتهي أزمة زوجها والكثيرين مثله مع ماسبيرو في أقرب وقت ويصرفون لهم مكافأة نهاية الخدمة، لأنها كانت تعول عليها لتجهيز ابنتها في الوقت المناسب لموعد زفافها، مناشدة في نهاية حديثها مع «»، كل المسؤولين وفي مقدمتهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، لحل تلك الأزمة وإنهائها.