حلم منذ طفولته بأن يكون له شأن كبير، وأن يصبح محورا للحديث داخل الأوساط العلمية، ورغم تواضع الإمكانيات، إلا أنه يحاول بإصرار كبير من أجل تحقيق هدفه، ومع أول فرصة أتيحت له لمساعدة البشرية في المجال العلمي، سعى سامي جرجس، ابن محافظة سوهاج، إلى ابتكار محطة لتوليد الكهرباء لتحلية مياه البحار والمحيطات.
منذ أن كان «سامي» يدرس في المرحلة الجامعية، دائماً ما كان يسعى لابتكار ينقذ البشرية من التغيرات المناخية، خاصة حماية الشواطئ المصرية من مخاطر هذه المتغيرات، وبدأ بالفعل مشروعه البحثي وتابعه مع بعض أساتذته بكلية الهندسة جامعة سوهاج، الذين رحبوا بما يقدمه من اقتراحات قد تساهم في خدمة البشرية، بحسب قوله.
إصرار يولد الكهرباء ويحلي المياه
مرت سنوات على أول بحث قدمه وهو في السنة الرابعة بالجامعة، وبإيمانه الشديد أن الله سيكافئه ما دام كان الطموح مقترنًا بالصبر، وصل إلى طريق الإنجاز بكتابة اسمه بحروف من نور، بعد أن فكر في الاكتفاء الذاتي من الكهرباء والماء العذب في وقت واحد، حسبما روى لـ«»، «مصدر دائم ومتجدد ولم يستغل حتى الآن على مستوى واسع من دول العالم»، فعن طريق التبخر والتكثيف من خلال خزان ومبادلات حرارية يتم فصل الملح عن الماء وعدم رجوع أي ذرة ملح أو نقطة ماء في البحر مرة أخرى.
فكرة تطوير نموذج محطة لتوليد الكهرباء لتحلية مياه المالحة، راودت عقل «سامي جرجس»، بعد ملاحظته مشكلة البيئة القائمة في المدن الساحلية أكثر من الإقليمية خصوصاً لإهمال الفائدة العايدة من ثروة المحيطات، وفي محاولة منه للمساهمة في حل مشكله التغيرات البيئية والتلوث البحري، وخفض نسبة ملوحة البحر وبالتالى حماية الشواطي من التآكل.
وتكمن المشكلة في أن تحلية المياه واستخراج الملح بواسطة أمواج البحار والمحيطات فقط تحتاج إلى موارد مالية كبيرة، إلا أن هذا كان هدف المشروع البحثي لـ«سامي» ليتمكن من توصيل المولد الكهربي بحركة أمواج البحر.
جهاز يحقق ثلاث مهام في وقت واحد
وبتطوير جهاز المولد الكهربائي من خلال عوامات من السخانات الكهربائية مملوءة بماء البحر المصمم بطريقة معينة، ليقوم بتبخير الماء داخل الخزان، فيتم تحويل الهبوط إلى حركة ميكانيكية مباشرة لتوليد الكهرباء مباشرة دون الحاجة إلى أي وسيط آخر.
وعن طريق هذه الآلية المبتكرة، استطاع المخترع السوهاجي تحديد مجموعة تروس ذكية تعمل على تحويل الحركة الترددية غير المنتظمة في المسافة والاتجاه بين الماء والكهرباء لتوحيدها في اتجاه الدوران، ليتم توليد كهرباء مرتين متتاليتين المرة الأولى من حركة الأمواج والمرة الثانية من عملية التبخير والتكثيف بنظام الدورة المركبة، بالإضافة إلى تنقية مياه البحار من الملح، ليضيف جهازه ثلاث عمليات في وقت واحد، بحسب قوله.
تسجيل الجهاز في براءة الاختراع
واستطاع «سامي» بنجاح جهازه في التسجيل في مكتب براءة الاختراع المصرية، بعد أن حصل على المركز الأول من جامعة سوهاج بمعرض ومؤتمر مبتكري الجنوب بحضور رئيس الجامعة، وممثل وزير اﻹنتاج الحربي، «وعدوني بتنفيذ وتبني الاختراع اللى هينقذ سكان الكرة اﻷرضية من التغيرات المناخية».
ويأمل الرجل الأربعيني في تنفيذ اختراعه في أسرع وقت، متمنياً من الدولة أن تنظر بعين رأفة في تعيين المخترعين، الذين حصلوا على براءات اختراع نهائية بالجهاز اﻹداري دون قيود، ليتم الاستفادة من خبراتهم الهائلة.