| طالبان ينقذان أسرة حاصرتها النيران في شقة بمدينة نصر: مقدرناش نقف نتفرج

أدخنة كثيفة مجهولة المصدر تتصاعد إلى السماء وأشخاص يركضون ناحية مصدرها، المشهد الذي صادف «سيف وزياد» الطالبين اللذين يسكنان بالحي السابع في مدينة نصر بالقاهرة، أثناء سيرهما في الطريق لتظهر شهامتهما وبطولتهما بمجرد وصولهما أسفل المبنى الذي التهمت النيران إحدى الشقق داخله، فلم يترددا في أن يداهما الشقة بأياد واثقة وسط النيران. 

أدخنة مجهولة المصدر 

 الطالبان المقيمان في منطقة الحي السابع بمدينة نصر بالقاهرة، كانا في طريقهما إلى أحد الكافيهات لشراء مشروب، وأثناء سيرهما في الشارع لاحظا تصاعد أدخنة كثيفة مجهولة المصدر على بعد أمتار، حتى علم أحدهما بعد دقائق معدودات بمكانها بعدما أخبرهما أحد الأشخاص أنه ناتج عن حريق في شقة بأحد العقارات القريبة.

ووفقًا لحديث الطالب هشام سيف، لـ«»، «من حوالي تلات تيام كنت ماشي في الشارع أنا وسيف صاحبي وكنا بنشتري حاجة نشربها وبعدها وقفنا في الشارع شوية وشوفنا دخان طالع في الأول معرفناش منين واتضح أنه من عمارة بعدينا بتلات شوارع».

الطالبان صعدا 7 طوابق 

 أثناء وصول الشابين أمام المبنى تبين لهما وقوع حريق ضخم شب في إحدى الشقق السكنية الواقعة بالطابق السابع، وامتدت النيران إلى شقتين مجاورتين، وبسؤالهما عن وجود أشخاص لم يجدا إجابة من عشرات الأشخاص الذين شاهدوا الحريق قبلهما، «وصلنا المكان وعرفنا إن الشقة في الدور السابع ووصلت لشقتين تانيين فطلعنا أنا وزياد جري والأسانسير مكانش شغال، والناس كانت واقفة ومحدش بيتدخل أو يعمل حاجة».

صرخات أطفال وسيدات 

يقول الطالب سيف هشام في حديثه لـ«»، إن أكثر ما كان يشغله في هذه اللحظات هو وجود أشخاص في الشقة التي تهب منها النيران والأدخنة بشكل كثيف، فصعد بصحبة زميله ليتأكدا من الأمر وواجها الأدخنة الخانقة ولم يخشيان عدم وضوح الرؤية والاختناق: «قولت لصاحبي زياد ما يمكن فيه ناس، يالا نشوف في إيه وأحنا طالعين الدخانة كانت كثيفة وحسينا أننا هنتخنق بس كملنا لأن في اللحظة دي سمعنا صراخ أطفال وسيدات». 

«قولت لزياد فيه صوت ناس فوق أنزل هات حد من تحت يطلع معانا نطلعهم»، جاءت هذه الجملة على لسان «سيف»، الذي أكد أن صديقه وجاره «زياد»، 16 عامًا، لم يتلقى استجابة من المتواجدين أسفل العقار فصعد مرة أخرى لصديقه فقررا الصعود إلى الطابق السابع وهشما باب الشقة بتتبعهما صوت الاستغاثات التي لم تتوقف بداخلها.  

لم يتردد الشابان الصغيران «سيف» و«زياد»، لحظة، ولم ينتظرا أحدا يساعدهما، فداهما الشقة بعد تهشيم الباب رغم الأدخنة الكثيفة والنيران التي كانت تهب من كل جوانب الشقة، وكادت أن تصيبهما لولا العناية الإلهية: «اترددنا كتير بس مكانش ينفع نتفرج لأن الأرض كانت سخنة أوي، حسينا إن الجزم بتاعتنا هتسيح وفضلنا ورا الصوت لقينا أسرة كاملة 3 أطفال وسيدتين كبار أم وجدة مش عارفين يخرجوا وخدناهم ونزلنا».