يرتدي سكراب التمريض كعادته استعدادًا لدخول غرفة العمليات، من أجل حضور إحدى العمليات الجراحية بعد تجهيز المريض لإجرائها من قبل الأطباء المختصين، إلا أن القدر شاء مفارقة روحه للحياة داخل الغرفة وخروج مريضه من العمليات سالمًا، هكذا خطف محمد رفعت، قلوب زملائه بالمستشفى معه، تاركًا أحزانًا مضاعفة في قلب زوجته التي تعمل معه في المكان ذاته.
ولم يتوان «محمد»، أخصائي التمريض، البالغ من العمر 25 عامًا، في التقصير بمهام عمله، حيث حرص على التواجد داخل غرفة العمليات على الرغم من التعب الذي راوده خلال اليوم، وفقا لما رواه شقيقه «عادل»: «أخويا تعب وكان بيرجع ودخل الطوارئ أتعالج وبعدها رجع يكمل شغله، ولكن شاء القدر أن تنتهي حياته داخل الغرفة التي قضى فيها أغلب وقته منذ تخرجه في كلية التمريض وانتدابه بإحدى مستشفيات الإسماعيلية».
«وقع من طوله في غرفة العمليات»، بتلك الكلمات وصف «عادل» لحظة سقوط شقيقه داخل غرفة العمليات أثناء تواجده في عملية جراحية لأحد المرضى: «محمد كان واقف في غرفة العمليات مع الدكاترة، وفجأة وقع بسبب توقف قلبه نتيجة تعرضه لهبوط حاد في الدورة الدموية».
وخرج المريض من العملية سليمًا إلا أن أخصائي التمريض لفظ أنفاسه الأخيرة داخلها، بحسب «عادل»: «الواقعة حصلت يوم الأثنين من الأسبوع الماضي، وأول ما روحتله المستشفى لقيت كل الدكاترة بمختلف التخصصات حواليه، وحاطينه على الأجهزة، بعد ما حاولوا إسعافه ولكن كل المحاولات عجزت عن إنعاش قلبه».
«محمد» رحل عن الحياة بعد 4 شهور من زواجه
حالة من الصدمة أصابت زملاء «محمد»، بعد رحيله عن الحياة مرتديًا لزي عمله حتى آخر لحظات حياته، إلا أنها كانت مضاعفة لزوجته التي تعمل معه بالمستشفى ذاتها، كما حكى «عادل»: «أخويا ملحقش يفرح بزواجه، فرحه اتعمل من 4 شهور».
جنازة مهيبة أقيمت لـ«محمد» في مركز القنطرة شرق، محل إقامة الأسرة، بحسب «عادل» الذي ناشد إدارة المستشفى بتشخيص وفاته على أنها إصابة عمل، لصرف مبلغ مالي لزوجته يساعدها في أمور حياتها: «وبتمنى يطلعوا والدي ووالدتي عمرة علشان يدعوله هناك، وحاجة تخفف عليهم الحزن اللي هما فيه، ده هيبقى أفضل تكريم لأخويا اللي بنحتسبه شهيد العمل».