سرقت الدنيا عمرها عبر مشوار كفاح طال لسنوات، قضت شبابها في العمل لمساعدة زوجها في نفقات الميعشة، ولم يكن لديها رفاهية الاختيار بعد وفاة إحدى بناتها، ثم إصابة زوجها بمرض أقعده عن العمل ليتركها وحيدة أمام مسئولية تربية أبنائها، فاعتادت عليها شوارع وسط القاهرة، حيث تجلس لبيع بضاعتها من «الفطير والمش الفلاحي».
قررت «بشرى»، 55 عامًا بعد زواجها، العمل لمساعدة زوجها في توفير نفقات المعيشة بعد أن تيقنت بأن هذا القرار واجب عليها، خاصة بعد وضعها أول مولودة: «اتكلمت مع زوجي وأقنعته بشغلي لمساعدته، من أجل تربية الأطفال وتوفير نفقات المنزل».
«بشري» تبيع الفطير «المشلتت» والمش الفلاحي
لم تمتلك «بشرى»، أي شهادة دراسية، ما صعب دخولها سوق العمل، لكنها لم تستسلم بل زاد إصرارها على خلق مكانة لنفسها، فلم تجد أفضل من طهي الطعام، ففكرت أن تتميز عن نظيراتها لأن أغلب النساء تعملن في نفس المهنة: «كنت عايزة أعمل حاجة مش ناس كتير بتعملها، فاخترت اشتغل في الفطير المشلتت والجبنة القديمة والمش الفلاحي».
دعم زوج «بشرى» في رحلتها
انتاب «بشرى»، شعور دائم بالخوف من فشل المشروع، ولكن زوجها كان يمثل أكبر داعم لها، فهو دائماً بجانبها ولم يتخل عنها فهانت الحياة بينهم، واتفقت «بشرى»، مع بعض تجار القمح والألبان على شراء كميات بشكل دوري، لتصنع الفطير والمش الفلاحي بالمنزل، ثم تقوم بتغليف ما تصنعه بطريقة محكمة حتى تستطيع الحفاظ على الجودة والطعم، وتضع ما أعدته في إناء كبير الحجم وتحمله على رأسها، متوجهة إلى مكان قريب من منزلها بمحطة رمسيس في محافظة القاهرة، تبيع الفطيرة بـ10 جنيهات.
«بشرى» تواجه الصعوبات
وبمرور الزمن تعرضت «بشرى»، لأكبر صدمة في حياتها، بوفاة واحدة من بناتها الستة: «موت بنتي كسر ضهري»، ولم يقف الحزن عند هذا الحد بل أصيب زوجها بمرض جعله غير قادر على العمل، ووجدت «بشرى»، نفسها دون داعم، وأصبحت مضطرة لمضاعفة جهدها عشر مرات، من أجل الإنفاق على منزلها وبناتها، وسداد ما عليها من ديون بسبب تجهيزها لبناتها.