يقف منذ الصباح الباكر يحضِّر الطعام، سواء البشر أو الحيوانات، فشعار «عم أبو المعاطي» هو فعل الخير لله سبحانه وتعالى، ليصبح المحل الخاص به بمنطقة السيدة نفيسة واحدًا من أشهر الأماكن الشهيرة بتوزيع الوجبات المجانية على الجميع، ولا يريد أي شيء أو حتى ربح، ولكن الدعوة هي كل ما يبحث عنه.
يحكي «محمد أبو المعاطي» البالغ من العمر 55 عامًا، أنه منذ كان عمره 25 عامًا يعمل في المحل أو التكية التي أسستها والدته الحاجة «مرزوقة» لتكون منارة خير للجميع: «أنا شغال بقالي 30 سنة مع ربنا، وبنزل أوزع أكل على الناس في الشارع من اللي ربنا بيرزقني بيه».
أبو المعاطي يوزع لحمة وفراخ على المحتاجين
«كل يوم جمعة بوزع لحمة وبطاطس».. يخصص الرجل الخمسيني يوم الجمعة لتوزيع اللحوم والبطاطس على الأهالي والمحتاجين بالمنطقة والأماكن المجاورة لها: «أنا ببيت اليوم ده في المحل علشان بطبخ 50 كيلو لحمة وبقلي 400 كيلو بطاطس، وبنزل أوزعهم بنفسي على الكل، ومعايا ناس بيساعدوني في الطبخ كمان، بس التوزيع أنا اللي بتولاه»، بحسب حديث «أبو المعاطي» لـ«».
تكية أبو المعاطي تضم العديد من الأكلات المتنوعة
تعد وجبة اللحم والبطاطس من الثوابت، ولكن على مدار الأيام تكون هناك أكلات أخرى مثل العدس، جبنة، عسل، فول نابت وفراخ: «إحنا شغالين كل يوم من الساعة 6 الصبح لغاية العشاء، ومفيش مرة الباب بيتقفل أبدًا ولا قولت لحد لأ، وبقالي 30 سنة شغال في المكان ده من ساعة ما الحاجة مرزوقة فتحته، أنا بكمل بس على اللي هي عملته، ومش محتاج حاجة غير الثواب بس».
لم يقتصر توزيع الوجبات على البشر فقط، إذ يشعر الرجل الخمسيني بسعادة بالغة عندما يطعم الكلاب والقطط بالشارع ويهتم بهم ويرعاهم وكأنهم زبائن لديه من سنوات: «دول ضيوف عندي ولازم أكرمهم»، يوزع «أبو المعاطي» أيضًا البطاطين واحتياجات الجنازات ويقف بجوار الجميع.