| صداقة طفلين يروجان لبضاعتهما في الأتوبيسات: «نفسنا نعيش زي الناس»

في منشية ناصر انطلقت صرخات صغيرين من غدر الزمان بهما، بعدما قرر علي محمد، وحسام عبد الله، الوقوف إلى جانب أسرهما ومساعدتهم، وكان أول المشوار التخلي عن دراستهما والنزول إلى الشوارع، تحمل أصابعهما الصغيرة بضاعتهما ويترددون على الأتوبيسات، ينادون بصوتهما المليء بالشجن، ولم يتوقف القدر عن اللعب بهذين الصغيرين، بل يعطي لأصحاب الـ14 عاماً صفعة وراء الأخرى.

أحلام صغيرة ولدت في شارع الطوابية التابع لمنشية ناصر بمحافظة القاهرة، تنتمي إلى «علي» و«حسام» اللذين لم يعرفا من الحياة إلا الشقاء والتعب وركوب الأتوبيسات طوال النهار بشارع الشعراني، من أجل الإعلان عن بضاعتهما، حسب كلام «علي»: «بنفضل نلف على كعوب رجلينا في عز الحر والبرد من صباحية ربنا لحد بالليل، ممكن في نص اليوم نشتري ساندوتش عشان نعرف نقف ونكمل».

صداقة عمرها 8 سنوات

«على» و«حسام» تربطهما علاقة جيرة وما لبثت أن تحولت لصداقة حقيقية، بسبب تشابه الظروف المعيشية لديهما، فقررا العمل عندما كانا بعمر الـ6، لديهم إصرار كبير لفعل أي شيء من أجل مساعدة أسرهما على الإنفاق، فذهبا إلى حي الموسكي بمحافظة القاهرة، وجلبا بعض الأشياء البسيطة منها المشابك والدبابيس والأساتك، وذلك بعد خروجهما من المدرسة عندما كانا في الصف الرابع الإبتدائي رغماً عنهما.

حمل «علي» و«حسام» أكبر من عمرهما

عندما يضطر الإنسان لفعل أي شيء من أجل من يحبهم، وهذا ما فعلاه «علي» و«حسام» لقد حملا عبئاً ومسؤولية أكبر من عمرهما، فبرغم قساوة البشر اللذان يتعرضان لهما أثناء العمل، إلا أن أي شيء يهون لأسرهما: «العيشة مش كويسة وكتير بيجوا يتخانقوا معانا، عشان مش عايزينا نشتغل زيهم، مستحملين حاجات مش بايدينا، إحنا نفسنا نعيش زي ما الناس عايشة»، بحسب كلام «حسام».

«علي» و«حسام» الإخوة

أيام كثيرة مرت على صداقة «حسام» و«علي» منها الحلو والسيء، قوت علاقتهما لتصير علاقة إخوة، بنيت وتشكلت على مدار سنوات من الألم والخوف والتحدي: «لو حد فينا بيتخانق التاني بيجري عليه ويدافع عنه، إحنا بقينا واحد ومفيش حاجة تقدر تفرقنا، حتى أهالينا بقوا أصحاب وبيشتغلوا مع بعض أمهاتنا وأخواتنا بيخيطوا جزم، وأبهاتنا شغالين على فرشة».