شعر بحجم الهموم الملقاة على كاهل والده عبر مشوار كفاح وشقاء لتربية أبنائه، ومن منطلق المسئولية قرر معاونة أسرته متخذا قراره ببدء مشروع صغير رغم أنّه لا يزال طالبا في الجامعة، هداه تفكيره إلى بيع الأرز باللبن بنكهات مختلفة داخل الجامعة بيتمكن من التوفيق بين الدراسة والعمل، وحتى يضمن نجاح الفكرة درس تكلفتها ليتفادى احتمالات الخسارة.
«علي»، أدرك حجم المعاناة التي تتكدبها أسرته لتوفير نفقات دراسته، فقرر مساعدتهم من خلال بدء مشروع صغير برغم كونه طالبا: «كفاية تعب السنين اللي فاتت، لازم أبدأ.. أنا كبرت ولازم أعتمد على نفسي، وأبقى شخص مسئول».
«علي» طالب بكلية تجارة ويبحث عن عمل
قرر «علي»، أن يستغل وجوده كطالب في كلية التجارة جامعة المنوفية، ليُسوق مشروعه بين أقرانه، لم يجد أفضل من الطعام لأن تكلفته تناسب ظروفه المادية، تردد كثيرا في اختيار الفكرة وتنفيذها: «الوضع كان صعب في الأول، لأن الجامعة مليانة كافتيريات أكل وشرب، فكان لازم أدور على حاجة جديدة، محدش عملها قبل كده وأبقى بائع شاطر في حاجة معينة عشان الناس تشتري مني، خاصة إني هبقي جديد في المجال».
مشروع «علي».. أرز باللبن
يعيش «علي» في مدينة الشهداء بمحافظة المنوفية، وبعد حيرته الشديدة لاختيار الفكرة الأساسية للمشروع، استقر على بيع الأرز باللبن باعتباره صنف جديد بين طلاب الجامعة، إلا أنه تخوف في البداية معتبرا تنفيذ الفكرة مخاطرة قد تضيع معها مدخراته البسيطة حال فشلها، ما يتطلب بذل الجهد من خلال استخدام مقادير دقيقة وطرق طهي صحيحة، حتى يستطيع الحصول على وصفة مثالية، حسب كلامه.
قنبلة الأرز باللبن سر نجاح «علي»
نجح مشروع علي، بالفعل وراجت بضاعته، وباتت أصناف الأرز باللبن علامة مميزة بينالطلاب، فكل فترة يطور منتجه، ويزيد الطلب على منتجه الذ أطلق عليه اسم «القنبلة»، وهو عبارة عن أرز باللبن وقطع تفاح وعصير مانجا وكنافة وبسبوسة وقشطة ومكسرات في طبق واحد، كل هذا بخلاف استخدام أجود المنتجات منها اللبن الجاموسي والبعد عن المعلبات، أما عن أسعاره فجذبت له الكثير من الزبائن، فأطباق الأرز تبدأ من سعر 5 جنيهات حتى 20 جنيه.