بـ آلات وأدوات خاصة، تمكن 8 أشخاص من ذوي الإعاقات الشديدة، تباينت بين بتر الساقين أو شلل إحداها، من إحراز ميداليات مختلفة، وممارسة تمارين رياضية، لا يتحملها الإنسان الصحيح، كونها مجهدة للبدن، إذ تركز في المقام الأول على العضلات، فالثمانية شكلوا فريقًا وديًا، يجتمعون يوميًا في ميعاد ثابت لرفع الأثقال، رغم أنه لم يكن أحدهم على سابق معرفة بآخر، سوى أن جميعهم لديهم إرادة من حديد.
يحكي محمد علي، 33 سنة، من أبناء محافظة الشرقية مركز أبو كبير، لاعب رفع أثقال وقائد الفريق، في حديث لـ«»، أنه لديه عيب خلقي في ساقه اليمنى، ومع ذلك يمارس رياضة رفع الأثقال منذ 12 عامًا، وحصد منها ما يقرب من 70 ميدالية في بطولات مختلفة.
تكوين الفريق والتدريب سويًا
تعلم «محمد» رياضة رفع الأثقال من والده، إذ كان بطلًا للجمهورية، ليبدأ هو بعدها في تشجيع ذوي الإحتياجات الخاصة مِن حوله على ممارستها: «بدأنا نجمع بعض من 3 سنين وأول واحد بدأ معايا هو كابتن أحمد سمير ودلوقتي معاه حوالي 16 ميدالية مختلفة، وكمان في الفريق معانا كابتن عادل الحوت وهو أول شخص من ذوي الإحتياجات الخاصة يعرض كمال أجسام في بطولة مستر أوليمبيا، وكابتن حمادة فؤاد وكلهم أبطال ومعاهم ميداليات مختلفة»، بحسب «محمد» موضحًا أنه بدأ يتوالى انضمام أعضاء آخرين حتى وصل عددهم الآن إلى 8 أفراد.
رغم التفاوت الشديد في أعمار أعضاء الفريق، إذ تتراوح بين 18 عامًا وحتى 47 عامًا، إلا أنهم تجمعهم روحٌ واحدة من الصداقة والتعاون فيما بينهم: «محددين ميعاد ثابت نتدرب فيه سوا وهو الساعة 1 الضهر من كل يوم.. وكمان عاملين جروب واتساب بحيث لو عندنا ظروف وحبينا نغير ميعاد التدريب».
الانضباط في التدريب
رغم انتشار روح الحب والود بينهم إلا أنه لا مجال للتراخي والإهمال في أوقات التدريب: «معنديش حاجة اسمها لاعب مننا يدخل مسابقة من غير ما يجيب فيها ميدالية»، وفقًا لـ«محمد»، وأن طموحهم الآن باتت موجهة إلى بطولات العالم.
أحد أعضاء الفريق يحصد على المركز الثاني
يضيف أحد أعضاء الفريق وهو مروان أحمد، 18عاما، يُعاني من ضمور في عضلات ساقه اليسرى مما نتج عنه تأخر في النمو عن نظيرتها اليمنى، ليوضح أنه انضم إلى الفريق ليُمارس رياضة رفع الأثقال منذ وقت قريب لا يتجاوز الـ9 أشهر، وأنه شارك في بطولة الجمهورية في شهر مارس العام الجاري، وحصل فيها على المركز الثاني.
«في محبة وأخوة بيننا ولما حد بيتغيب عن التمرين باقي الناس بتسأل عليه وبنحاول دايمًا نشجع بعض».. هكذا قال «مروان»، أحدث المنضمين إلى الفريق ولم يكن يعرف أحدًا من أعضائه.