وقال علماء جامعة واشنطن أمس، إن فحوصاتهم تدل إلى تفش متسارع لأوميكرون في العاصمة الأمريكية. ويعني ذلك أن الأزمة المتفاقمة في بريطانيا، والدنمارك، وجنوب أفريقيا انتقلت إلى الولايات المتحدة. وقال علماء جامعة واشنطن أمس إنهم اكتشفوا وجود أوميكرون في 13% من عينات أخذت من 217 شخصاً تأكدت إصابتهم بكورونا الأربعاء الماضي، في مقابل 7% اليوم الذي سبقه، و3% من الإثنين الماضي. وتوقع خبير أمريكي في مكافحة الأمراض المُعدية أن تتمكن أوميكرون من إزاحة سلالة دلتا من المشهد الوبائي الأمريكي، لتصبح مهيمنة خلال الأسبوع القادم. وقال الدكتور ترفر بيدفورد لصحيفة «نيويورك تايمز» أمس: هناك موجة كبيرة من أوميكرون لا مناص من حدوثها. إنها ستحدث. وأشارت «التايمز» إلى أن ارتفاع العدد التراكمي لإصابات أمريكا لـ 50 مليوناً يعني عدد سكان كل من ولايات جورجيا، وكارولينا الشمالية، وأوهايو مجتمعة؛ وأكبر من عدد سكان إسبانيا. وحذرت من أن العدد الحقيقي لإصابات أمريكا قد يكون أكبر من ذلك كثيراً؛ إذا وضع في الحسبان العدد الكبير من المصابين الذين ليست لديهم أعراض، أو من يظنون أن أعراضهم هي أعراض إصابة بمرض آخر، وعلى رغم أن ظهور أوميكرون، وتسارع تفشي دلتا دفعا مزيداً من الأمريكيين للحصول على اللقاحات المضادة لكوفيد؛ إلا أن ربع عدد سكان أمريكا لم يخضعوا للتطعيم، فيما لا تتجاوز نسبة المحصّنين بالكامل سوى 61%. وأعلن سلاح الجو الأمريكي أمس الأول طرد 27 جندياً من الخدمة العسكرية، لأنهم رفضوا الخضوع للقاحات كوفيد19؛ وهو القرار الأول من نوعه في صفوف المؤسسة العسكرية الأمريكية.
وتعيش بريطانيا كابوساً حقيقياً قبل أيام من حلول عيد الميلاد، وأسابيع من بدء سنة ثالثة من الوباء العالمي. فقد قفز عدد الإصابات بأوميكرون بنسبة 50% في يوم واحد أمس الأول؛ فيما أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون حدوث أول وفاة في بريطانيا بهذه السلالة. وقال وزير الصحة ساجد جاويد إن أفضل التقديرات تشير إلى أن عدد الحالات الجديدة في بريطانيا يصل حالياً إلى 200 ألف إصابة يومياً. وأكد الوزير أن أوميكرون غدت مهيمنة على إصابات العاصمة لندن، اعتباراً من الثلاثاء. وأضاف أنها ستهيمن على الإصابات في جميع أنحاء المملكة المتحدة خلال أيام. وسجلت بريطانيا أمس 54661 حالة جديدة خلال الساعات الـ 24 الماضية. وحذر العلماء الذين تتلقى حكومة جونسون النصح منهم من أن بريطانيا قد تشهد مليون إصابة جديدة يومياً بحلول نهاية الشهر الجاري، إذا استمر تفشي أوميكرون على المنوال الراهن. وقال جونسون إن أوميكرون بدأت تزيد عدد الحالات المنومة في مشافي بريطانيا. ونشرت الصحف البريطانية أمس سيناريو مرعباً لما يعرف بـ «الخطوة ج»، التي يُزعم أن الحكومة البريطانية توشك على وضع اللمسات الأخيرة لبنودها. وتشمل: إلزامية ارتداء قناع الوجه (الكمامة) في الحانات والمطاعم؛ إلزامية شهادة التحصين لدخول المطاعم والحانات؛ وعدم تلاقي أكثر من 6 أشخاص في أي مكان مغلق؛ العودة إلى قاعدة التباعد الجسدي بحدود متر؛ وفرض قيود على عدد المسموح لهم بزيارة أقربائهم في دور رعاية المسنين، وفرض العزل الصحي 10 أيام لأي شخص خالط مصاباً. ولم تستبعد الصحف البريطانية (الثلاثاء) احتمال إغلاق المدارس. وقال وزير الصحة جاويد لأعضاء مجلس العموم (البرلمان) الليل الماضي إنه لا توجد أي ضمانات لعدم إغلاق المدارس. ورفض جونسون ثلاث مرات أمس استبعاد اتخاذ إجراءات احترازية أشد وطأة.
جنوب أفريقيا: أوميكرون تزيد قوة هجومها
أشارت أرقام المعهد الوطني لمكافحة الأمراض المُعدية في جنوب أفريقيا أمس إلى أن أوميكرون زادت عدد إصاباتها الجديدة بنسبة 119% خلال الأسبوع المنتهي الأحد الماضي. كما زادت عدد المنومين بها بنسبة 141%. وأضاف أن جنوب أفريقيا سجلت أمس الأول 13992 حالة جديدة، أي ستة أضعاف ما تم تسجيله قبل أسبوعين. وكشف أن عدد الفحوص ذات النتائج الموجبة وصل أمس الأول إلى 31%. وأضاف أن عدد المنومين في مشافي جنوب أفريقيا بلغ حتى الإثنين 6198 شخصاً، مقارنة بـ 5562 مريضاً الأحد الماضي. لكن عدد وفيات كوفيد هناك لم يتعد 11 وفاة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.