| هل يجوز تقديم الطعام في العزاء؟.. دار الإفتاء تجيب

دائمًا في العزاءات يأتي الأشخاص من جميع الأنحاء لتقديم الواجب والوقوف بجوار أبناء الراحلين في شدتهم والدعاء لهم بالربط على قلوبهم، وأن يدعوا للراحلين بالرحمة والمغفرة، وإكرامًا لمن أتوا في مثل تلك المواقف يصنع الكثيرون الولائم بأصناف الطعام المختلفة كنوع من رد الجميل.

ويتساءل الكثيرون عن حكم إقامة العزائم في العزاء، وهل ذلك مخالف للشرع أم لا، وهو ما أجابت عليه دار الإفتاء المصرية، وفقا لموقعها الرسمي.

حكم تقديم الطعام في العزاءات

وأوضحت دار الإفتاء في ردها على السؤال السابق، أن صنعُ الطعام وتقديمُه للمُعَزِّين الذين يأتون من أماكن أو بلاد بعيدة للتعزية والمشاركة في الدفن لا حرج فيه شرعًا لأهل الميت؛ لحاجة هؤلاء المُعَزِّين إلى الضيافة والقِرى، ويُسَنُّ أن يصنعه جيران أهل الميت أو الأقارب الأباعد وأن يَكفُوا أهلَ الميتِ مُؤنةَ ذلك؛ لِما رواه أبو داود في «سننه» من حديث عبدالله بن جعفر رضي الله عنهما قال: لَمَّا جاء نَعيُ جعفرٍ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَإِنَّهُ قَدْ أَتَاهُمْ أَمْرٌ شَغَلَهُمْ»، فإذا كان من المستحب أن يُكفَوا مؤنة طعام أنفسهم فَلَأَن يُكفَوا مؤنة إطعام غيرهم أولى وأحرى؛ قال الإمام ابن العربي المالكي: والحديث أصلٌ في المشاركات عند الحاجة.

المكروه تجمع الناس على الطعام من غير حاجة

وأشارت الدار إلى أن المكروه هو اصطناع أهل الميت الطعامَ تقصُّدًا لاجتماع الناس عليه من غير حاجة؛ لِما رواه الإمام أحمد واللفظ له، وابن ماجه بسند صحيح عن جرير بن عبدالله البَجَلي رضي الله عنه قال: «كنَّا نعد الاجتماعَ إلى أهل الميت وصنعة الطعامِ بعد دفنِه مِن النياحة»،  أما إن كان ذلك من أموال القُصَّر أو كان على جهة التباهي والتفاخر والرياء فهو «حرام».

ويقول الإمام ابن قدامة الحنبلي في «المغني»: «فَأَمَّا صُنعُ أَهلِ المَيِّتِ طَعامًا للنَّاسِ فمَكرُوهٌ؛ لأَنَّ فيه زِيادةً على مُصِيبَتِهم، وشُغلًا لهم إلى شُغلِهم، وتَشَبُّهًا بصُنعِ أَهلِ الجاهِلِيَّةِ، وإن دَعَت الحاجةُ إلى ذلكَ جازَ؛ فإنَّه رُبَّما جاءَهم مَن يَحضُرُ مَيِّتَهم مِنَ القُرى والأَماكِنِ البَعِيدةِ، ويَبِيتُ عندَهم، ولا يُمكِنُهم إلا أَن يُضَيِّفُوه».