| حكاية مراكبي لم يخرج من النيل منذ 50 عامًا.. «عايش في دنيا تانية»

عِمة وملابس صعيدي يرتديها علي حافظ، صاحب الـ60 عامًا أثناء عمله أمام كورنيش النيل، إذ يقود بمركبه الصغير رحلات نهرية لمن يرغب في قضاء وقت ممتع، فمنذ مغادرته المنيا ومجيئه إلى القاهرة، وهو في النيل يكتسب خبرات كبيرة من هذا العمل.

في مرحلة الطفولة، كان يذهب مع والده الذي يعمل مراكبي، ويشاهد النهر والمراكب والصيادين والرحلات النهرية، ويتطلع بإعجاب كأن لوحة فنية تتشكل أمامه، ليصبح في ذهنه صورة تبدأ بخطوط عريضة عن المستقبل الذي يريده: «من وأنا عندي 6 سنين كنت بروح مع والدي البحر وأجي، فضلت على الحال ده لحد ما كبرت».

اللغز وراء أسماء المراكب

يحكي «علي» طبيعة عمله في النيل، الذي بدأ منذ إطلاقه اسم على كل مركب، فهناك ما تسمى بـ«إيزيس» وأخرى بأسماء مختلفة تثير دهشة من يسمعها لمعرفة اللغز ورائها: «كل حاجة ليها مسمى حسب حمولتها، يعني هي مترخصة تشيل كام شخص، مثلاً الحاجة والوناش دول يركب فيهم 20 نفر، أما إيزيس والبحار مندي 5 أنفار».

يذهب «علي» لزيارة عائلته كل فترة

يعيش «علي» في مكان عمله بجاردن سيتي، أحد أحياء محافظة القاهرة، وموطنه الأصلي بمحافظة المنيا، التي يعود إليها كل شهر لزيارة الأهل والأحباب للإطمئنان عليهم: «أنا شغال هنا عند واحد بقالي 20 سنة وعايش في المركب، لما بروح المنيا بقعد أسبوع أو 10 أيام، وأرجع تاني لشغلي».

المركب في مواجهة الشراع

يعمل «علي» منذ وجود الشراع الذي يتشابه مع المراكب الحالية، في أن كلاهما يحمل عدداً كبيراً من الأشخاص، إلا أن هناك بعض الفروق بينهما، فالثاني يتميز بوجود 2 ماتور كهربائي، واحد يوضع فوق المياه والآخر داخل المركب، مما يجعله يتميز بالسرعة الفائقة مقارنة بالشراع، الذي لم يعد له وجود إلا في أفلام الزمن القديم، حسب كلامه.

أسعار الرحلات النهرية تحدد حسب الوقت وليس الأشخاص

أسعار الرحلات النهرية يحددها الوقت وليس عدد الأشخاص، فيبلغ ثمن سير المركب في النهر لمدة ساعة بـ200 جنيه: «ممكن شخص واحد يركب أو 20 ويتقاسموا تمن الرحلة، المهم إن الساعة بـ200 جنيه ملهاش علاقة بقى كام نفر هيركب، ده سعر موحد واللي حابب يروح مكان معين زي القناطر مثلاً بنوديه».

وأشار «علي» إلى أنه يتقاضى يومية 200 جنيه من صاحب العمل الذي تربطه به علاقة أخوية لأكثر من 20 عامًا، وذلك عندما يسير العمل على أفضل حال، ويومية تتراوح بين 50 و100 جنيه إذا اتسم اليوم بقلة عدد الرحلات.