| أنقذوا «حبيبة».. داء الفيل حرمها من الزواج ووزن قدميها 150 كيلو

تشوهت أنوثتها فلم تستطع الزواج، لا تقوى على الحركة، ورغم صغر عمرها الذي لم يتعد الـ 43 عاماً، إلا أنها عاجزة عن الحركة، تزحف وتحبو كطفل رضيع، هذه الحياة المأساوية تعيشها «حبيبة» منذ 5 سنوات، تمرّ أيامها بِثقل ومرارة، ترقد على الأرض داخل غرفتها المظلمة، ترفض مقابلة الآخرين، تعيش وحيدة بائسة تصارع مرض «داء الفيل».

 150 كيلو وزن نصفها السفلي

حبيبة محمد عبدالغني حسن صاحبة الـ 43 عاماً، من سكان منطقة الهرم في محافظة الجيزة، تعيش معاناة كبيرة منذ 5 سنوات، فهي تعاني من مرض الفلاريا «انسداد الأوعية الليمفاوية»، وقد أصاب قدميها الاثنين وأصبحتا متضخمان بشكل مأساوي، وتزن قدميها 150 كيلو جرام، دون جسدها العلوي، وبلغ قطر قدميها 60 سنتيمتر: «لفيت على مستشفيات ودكاترة كتير ومالقتش علاج لحالتي ونفسي أتعالج وأروح مستشفى تساعدني من العذاب اللي أنا فيه ده.. وبقالي كام سنة كل علاجي عبارة عن مضاد حيوي ومضاد للتورم عشان رجلي متورمش أكتر وبروح 3 جلسات طبيعية في الأسبوع عبارة عن ربط رجلي برباط ضاغط عشان متتورمش ومبقتش أروح ولا بقيت أقدر أخرج من البيت ولا حتى بقف».

لا تستطيع دخول الحمام

تقول «حبيبة» إنها لا تستطيع الحركة، ويساعد شقيقاها الاثنان في تناول الطعام وتغيير ملابسها: «أخويا الكبير عايش معايا ولما بعمل حمام بيحاول يرفعني وينضف مكاني ويرجعني تاني، حالتي بتصعب عليا قوي ونفسي بتكسر، بس أخواتي الولدين الاتنين مش بيحسسوني أني تقيلة عليهم خالص، لكن الحقيقة أنا حتى تقيلة على نفسي وحاسة أني عالة وهم كبير جداً عليهم».

رحلة عذاب تقضيها «حبيبة» في محاولاتها المستميتة للحصول على علاج ينهي هذه المأساة: «أنا مبقتش زي أي بنت أخرج وأنزل وأتحرك طبيعي أنا بقيت حاسة أني عندي 100 سنة قاعدة على الأرض عاجزة وبيخدموني وحتى شعري لسه مشابش».

تقول السيدة الأربعينية إنها أصيبت بمضاعفات أخرى إلى جانب مرضها «داء الفيل»، وتعاني من التهابات واحمرار وتقرحها بطول قدميها الاثنين.

داء الفيل حرمها من الزواج

مأساة أخرى تعيشها «حبيبة» إلى جانب مرضها، فهي لم تستطع الزواج بسبب هيئتها ووزنها الزائد: «مين هيرضى بيا ولا يستحملني؟، أنا فجأة المرض لما جالي كان الورم بسيط ويوم ورا التاني لحد ما لاقيت رجليا بوزن بني آدم، ووزنه زيادة كمان، وأديني قاعدة في البيت من غير جواز ومش بقابل حد وقافلة عليا ومبحبش حد يشوفني بالشكل ده».

تحكي أنها أجلت زواجها من قبل حتى تساعد والدتها في رحلة علاجها مع بتر قدمها بسبب السكر، وما أن توفيت واستطاعت أن تلتقط أنفاسها أصيبت هي الأخرى بهذا المرض اللعين.

الحقوا أختي

ويستغيث هشام محمد الشقيق الأكبر لها، بمساعدة أخته: «ودوها أي حتة وأي مكان شوفوا لها مستشفى تساعد أختي كل يوم بتموت قدامي ومش ببقى عارف أعملها إيه، وكل شوية تصرخ وتعيط وهي لا حول ولا قوة لها وحياتها انتهت على كده».

رأي الطبيب المتابع لحالة حبيبة

يقول الدكتور محمد عبدالحميد استشاري جراحة الأوعية الدموية، إن حبيبة تعاني من مرض الفلاريا أو انسداد الأوعية الليمفاوية، ويصاب بها المريض نتيجة عوامل وراثية أو أسباب أخرى، تسببها ناموسة الفلاريا، وهذه الحالات تحتاج إلى إشراف طبي قوي لمدة لا تقل عن سنة مع إلتزام شديد بتناول أقراض دوائية وجلسات طبيعية، مع ضرورة رفع قدميها: «لو معملتش كده كل ده بيزيد من حالتها سوء».