| مأساة مسنة عاشت يتيمة وتخلى عنها زوجها: سابني عشان ابني معاق

جدول المحتويات

عاشت يتيمة الأم والأب قبل أن تتم عامها الثامن، وحُرمت من التعليم بعد إجبارها من قبل أقاربها التي كانت تعيش في كنفهم على العمل في البيوت، كانت تظنّ أنّ المستقبل يخبئ لها الأفضل، وأنّ ما عاشته من آلام سيتبدل إلى أفراح، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي سفن «سميرة طه» التي أتمّت عامها الـ60، وتطورت مآساتها حتى بعد الزواج والإنجاب.

رحلت والدتها عن الحياة حين كانت في عامها الرابع، وقبل أن تبلغ عامها الثامن فقدت والدها، وعاشت دون أب أو أم أو أخ: «قرايبي أجبروني أشتغل في البيوت عشان أصرف على نفسي»، قالت «سميرة» التي تعيش في قرية زاوية الناعورة التابعة لمركز الشهداء في محافظة المنوفية لـ«»، راوية أول فصول معاناتها في الحياة.

خطأ طبي

تزوجت المرأة الستينية حين كانت في عمر الـ27، ووضعت مولودها الأول «من ذوي الإعاقة» بسبب «خطأ طبي» أثناء الولادة، كما أنجبت طفلين آخرين بعده دون إعاقة، تقول: «وهما بيشدوا الجنين بالشفاط، بقى معاق مبيتحركش بياكل ويشرب بس، بقاله 30 سنة نايم في السرير، وكان في دكتور بيعالجه خلى حالته تبقى أسوأ».

انفصال ووحدة

تعيش «سميرة» في معاناة حقيقية، بعد أن ترك زوجها العمل ثم تخلى عنها، وتركها دون عائل تواجه الحياة وحيدة مع ابنها من ذوي الإعاقة، تقول: «جوزي خلع إيديه وبطل يصرف على ولاده، خصوصا (محمد) اللي عنده إعاقة كاملة، ومحتاج متابعة دورية مع الدكاترة، غير مصاريف أدويته وعنايته الشخصية، أنا عندي ولدين تانيين لكن معندهمش إعاقة، يادوب يقدروا يصرفوا على نفسهم، كل واحد فيهم اتعلم صنعة واشتغلها».

لم تفكر المرأة الستينية كثيرا، وقررت الانفصال عن زوجها، الذي تخلى عن دوره كـ«رب أسرة» وأضحى عبئا عليه، لتخوض رحلة الحياة وحيدة كما اعتادت منذ الصغر، معتمدة في ذلك على نفسها، يعاونها «400 جنيه» تحصل عليها كـ«معاش إعاقة» عن ابنها، فضلا عن مساعدة أصحاب القلوب الرحيمة لابنها.