في الوقت الذي يأنس فيه الجميع إلى الغطاء الدافئ، يستيقظ هو فجرا قاصدا الشارع، يسعى على رزقه لإعالة أسرته، دون أن يأبه لبرودة الطقس وصقيع الأيام الغاضبة شتاءً، يتوجه بكل عزم وإصرار على الكفاح إلى الشاطئ ليشتري الأسماك من الصيادين ليبيعها لزبائنه كما اعتاد، لا يعرف معنى كلمة «إجازة»، أو البقاء في المنزل بسبب سوء الأحوال الجوية، فمهما كانت الظروف يظل مجبرًا على العمل حتى يوفر حياة كريمة لأبنائه.
«محمد محمد رياض»، بائع سمك في شوارع الدقي، يبلغ من العمر 47 عامًا، يعول أسرة مكونة من زوجة وثلاثة أولاد وفتاة، جميعهم بمراحل تعليمية مختلفة، أجبرته ظروف الحياة الصعبة على التواجد اليوم في الشارع ليمارس عمله الذي يمتهنه منذ 12 عامًا، بحسب ما يرويه «محمد»، في حديثه لـ«».
بائع السمك: «إحنا زي الطير لو مخرجيشي من جحره مش هيلاقي أكله»
«احنا عاملين زي الطير، لو مخرجش من جحره مش هيلاقي أكله، وبرضه احنا لو مخرجناش نسعى على لقمة عيشنا مش هنلاقيها»، هكذا برر بائع السمك، سبب تواجده في الشارع رغم التحذيرات التي أطلقتها هيئة الأرصاد الجوية خلال الأيام الماضية، فبائع السمك يدرك جيدًا عواقب مكوثه في المنزل حى ولو ليوم واحد فقط، ولهذا لم يأبه لتلك التحذيرات، على أمل أن يراضيه الله سبحانه وتعالى برزقه كما اعتاد يوميًا.
«محمد» يحلم بتعليم أبنائه
ويحلم «محمد»، باليوم الذي يرى فيه نفسه وقد أدى واجبه تجاه أبنائه على أكمل وجه: «مش عايز حاجة من الدنيا، غير أربي ولادي كويس وأعلمهم أحسن تعليم، وبعد كدا أجوزهم، ده حلمي الوحيد اللي عايش بيه دنيتي».