«مش حاسس بنفسي وأنا ماشي.. خايف ييجي ميعاد فرح بنتي وأنا مجهزتهاش».. بهذه الكلمات روى «أحمد» الرجل الخمسيني، الذي تظهر على وجهه كل معاني الشقى والحزن، وهو يقف خلف عربته الخشبية التي تحمل أنواعًا مختلفة من التسالي والفاكهة مثل الأناناس والحرنكش وجوز الهند، يُحاول بيعها وهو يُعاني من آلام في ساقه اليسرى.
أحمد إبراهيم، 56 عامًا، من أبناء محافظة سوهاج، مركز طهطا قرية الصوامعة غرب، جاء إلى محافظة القاهرة تاركًا زوجته وأبنائه الـ4، متنقلًا بين أحيائها وضواحيها ليجني من المال ما يكفي لتجهيز ابنته المخطوبة.
من الصعيد إلى القاهرة بحثا عن الرزق
يحكي «أحمد» بنبرة غلبها الضعف في حديثه لـ«»، أنه ترك بلدته في الصعيد وجاء إلى محافظة القاهرة منذ 4 شهور، يتجول بعربته الخشبية طوال اليوم في الشوارع مُحاولًا بيع ولو جزء مما عليها.
بأعصاب مشدودة وخطوات متعثرة وجبين يتصبب عرقا، يدفع «أحمد» بجسده النحيف الهزيل عربته الخشبية أمامه، وكثيرًا ما تخونه قواه ويقف عاجزًا غير قادر على تحريكها: «باجي من حي السيدة زينب وأنا زاقق العربية قدامي»، وفقًا لـ«أحمد»، الذي يسكن في أحد المخازن بحي السيدة زينب، وهو ملك لصاحب العربة الخشبية التي يستأجرها منه مقابل 5 جنيهات في اليوم.
حادثة منذ 3 سنوات
عمل «أحمد» قبل مجيئه إلى القاهرة في المعمار، إلا أنه تعرض لحادث منذ 3 سنوات جعله لا يقوى على الاستمرار في هذه المهنة نظرا لما تحتاجه من قوة بدنية وخفة في الحركة: «وقعت من مسافة 14 متر وركبت جهاز في رجلي وبعدين شيلته ولفيتها علشان أقدر أشتغل»، مشيرا إلى أن لديه 4 أبناء: ولدين وابنتين، أكبرهم «شيماء»، 18 سنة، مخطوبة.
«أحمد»: خايف يجي فرح بنتي وأنا مجهزتهاش
مشاق كثيرة يتكبدها الأب وهو يسير في الشوارع محاولًا دفع عربته الثقيلة أمامه، مُتحامًلا على نفسه غارقًا في دوَّامة من التفكير من وقت لآخر كلما تذكر إلتزامه بميعاد زواج ابنته وهو لا يزال عاجزًا عن تجهيزها: «مش حاسس بنفسي وأنا ماشي.. خايف يجي ميعاد فرح بنتي وأنا مجهزتهاش».