تدور الأرض حول نفسها حاليا بشكل أسرع مما كانت عليه قبل نصف قرن، وإذا استمرت في هذا التسارع، يقول العلماء إنهم قد يضطرون إلى إزالة ثانية واحدة من «الساعة الذرية»، وهذا مؤشر خطير جدا يحذر الخبراء منه باستمرار، ومن أكثر الآثار الخطيرة التي قد تحدث بسبب عدم الاستقرار الذي يتخوفون منه انهيار الإنترنت.
قال عالم المختبر الفيزيائي ي البريطاني، بيتر ويبرلي لمجلة Discover: «هناك قلق في الوقت الحالي من أنه إذا زاد معدل دوران الأرض أكثر، فقد نحتاج إلى ما يسمى بالثانية الكبيسة السلبية، بعبارة أخرى، علينا أن ننقص ثانية من المقياس الزمني الذري لإعادته إلى حالته الطبيعية مع الأرض، وهذا ما لم ينفذه العلماء من قبل، وقد يخلق حالة من عدم الاستقرار ومن شأنه أن يجعل الوقت غير ثابت، وبالتالي سيكون له تأثير كبير على الإنترنت»، وفقا لـ«ديلي ميل».
يعتمد الإنترنت على التدفق المستمر للوقت، والذي يتم قياسه من خلال الساعات الذرية، وتستخدم شركات الويب المختلفة عمليات مختلفة لتحديد الثواني الكبيسة، على سبيل المثال، تستخدم جوجل نظامًا يوزع الوقت الإضافي على مدار العام، وأوضح ليفين أن «العمود الفقري الأساسي للإنترنت هو أن الوقت مستمر، وعندما لا يكون هناك وقت ثابت، فإن التغذية المستمرة للمعلومات تنهار».
سرعة دوران الأرض حول نفسها تتغير
تباينت سرعة دوران كوكبنا حول محوره عبر التاريخ، كانت الأرض تدور 420 مرة في السنة منذ ملايين السنين، لكنها الآن تفعل ذلك 365 مرة، ومع ذلك، في بعض الأحيان تختلف سرعة الدوران بشكل طفيف، مما يؤثر على ضابط الوقت العالمي(الساعة الذرية) التي تتطلب إضافة ثواني عندما تدور الأرض بشكل أسرع قليلاً.
يقوم التوقيت العالمي المنسق(UTC) الرسمي لضبط الوقت على الساعة الذرية التي تقيس الوقت بحركة الإلكترونات في الذرات التي تم تبريدها إلى الصفر المطلق، وعندما لا يتزامن دوران الأرض والساعات الذرية تمامًا، تحصل الساعة الذرية على تعديل في شكل «ثانية كبيسة»، إما تُضاف ثانية للساعة أو تُنقص.
الآن، يحذر عالم المختبر الفيزيائي ي البريطاني، بيتر ويبرلي، من أنه إذا زاد معدل الدوران أكثر، فقد تكون هناك حاجة إلى ثانية كبيسة سلبية، ويتخوف من أنه لم تكن هناك ثانية سلبية من قبل(إزالة ثانية واحدة من الساعة الذرية)، ولم يتم اختبار النظام المصمم للقيام بهذا العمل، فالعلماء أضافوا ثواني، لكنهم لم يقللوا ثواني.
لم تضف ثانية كبيسة إلى الساعة الذرية منذ عام 2016
لم تتم إضافة ثانية كبيسة إلى الساعة الذرية منذ عام 2016، وبينما كانت الأرض تتسارع مرة أخرى، بدأت في التباطؤ مرة أخرى في عام 2021 الجاري ولكن لم تستمر، وقال ليفين «كان من المفترض أن تستمر الأرض في التباطؤ، لذا فإن هذا التأثير مفاجئ للغاية، لأن دوران الكوكب يتسارع، وعدم الاستقرار هو ما يقلق».