| شاب مصري يحول المشاهد السينمائية القديمة إلى رسومات: أعاد صياغة 4 أفلام

داخل غرفته الواسعة، مكث «أدهم»على المكتب، وأمامه فرشته والزيت، يجاوره عدة كتب لفنون الرسم الرقمية والسينمائية، يمسك قلمه ولوحته ويصنع الكثير من الخطوط بدقة شديدة، لتوثيق أهم المشاهد في الأفلام المصرية، مستغلا ولعه وحبه بالفن المصري خاصة خلال فترة السبعينيات، إذ كانت السينما في أهم مراحلها. 

مبادرة رسم 50 مشهدًا 

أدهم رجب، 27 عامًا، تخرج من كلية العلوم والتكنولوجيا، لم يعمل بمجاله، اكتشف موهبته بالرسم مبكرًا ليقرر تطويع دراسته بها، ويدرس علم الوسلوك الضوء في الجلد البشري، ويقرر أن يطلق مبادرة باسم «مشاهد من السينما» من خلال رسم 50 مشهدًا من 50 فيلم مختلف، عن طريق لوحات فنية مستخدمًا فيها الالزيتية.

أرشفة الأفلام القديمة والجديدة

«بحب السينما من الناحية الجمالية، وبهتم دايمًا بالتفاصيل صعب حد يلاحظها»، هكذا بدأ «رجب» حديثه لـ«»، معبرًا عن تعلقه الشديد بأفيشات الأفلام وأغلفة المجلات والإعلانات منذ صغره، من هنا راودته فكرة تحويل المشاهد السينمائية التي أثَّرت فيه وفي الأشخاص يحولها للوحة فنية ملونة، فالمشروع يهدف إلى أرشفة الأعمال العظيمة سواء كانت أفلاما قديمة أو جديدة إلى حد ما، «كان نفسي وأنا صغير أبقى مؤرخ فني».

منذ أكثر من سنة، بدأ «رجب» بشكل حر في الرسم مستخدما أدواته، ليصنع مجموعة تراثية من المشاهد السينمائية القديمة، « أين عقلي، عودة الابن الضال، سواق الاتوبيس، الحريف» أفلام ومسلسلات أعاد الفنان المصري إحيائها مع إضافة بعد التفاصيل من وجهة نظره «في مشاهد بيكون المناسب ليها أني أعيد صياغتها باستخدام معينة مختلفة عن المشهد».

وبعد تفكير معمق، يختار الشاب العشريني شخصيات لوحاته معتمدا على تأثير الفيلم أو العمل الفني على المشاهدين، وما يعجب متابعيه أن المشاهد التي يختارها لا تكون معروفة بالنسبة للأفلام التي شاهدوها، حتى اختياره للأبطال نفسهم، « المشهد هو اللي بيكون قصة اللوحة مش العكس».

المدة التي يستغرقها «أدهم» في رسم لوحاته

في مكان صغير داخل منزله، يرسم «رجب» لوحاته التي تستغرق من يومين إلى خمسة أيام ، «الوقت بيختلف من كل لوحة للتانية، أكثر لوحة أخذت منى وقت كانت 3 شهور»، موضحًا أن لوحة سعاد حسني من فيلم «أين عقلي» استغرقت 4 أيام، إذ  كان استخدام الحالة الليلية جديدًا بالنسبة له في الرسم؛ بالإضافة لمشهد داخلي بسيارة وتعبيرات وجه سعاد حسني، وهي تكتم دموعها.