مثقفون: «الكيانات غير الربحية» محضنٌ للطاقات المحلية

أثنى مثقفون على اعتماد وزارة الثقافة لإستراتيجية القطاع غير الربحي، في توجه يرون أنه يعكس عمق استشعار الوزارة بالمسؤولية الثقافية تجاه المجتمع، معتبرين وجود الكيانات غير الربحية بمثابة الوسيلة لإظهار التنوع الثقافي في مختلف المناطق، ما سيشكل تفاعلاً ثقافياً تصب روافده الحضارية في الكيان الثقافي السعودي.

مجمعات نموذجية

أكد مدير جمعية المنتجين والموزعين السعوديين الدكتور عمر الجاسر أهمية الجهود الملموسة لوزارة الثقافة وأثرها في كافة الأنشطة والمجالات الإبداعية، وقال: «ستساهم هذه المبادرة الفريدة في تضافر جهود الفنانين والمثقفين، لتحقيق التبادل الثقافي في الخبرات بين الأجيال الرائدة والشابة، ما سينعكس على جودة الإنتاج الإبداعي في مختلف مناطق المملكة، التي ستتضح من خلال إطلاق المهرجانات المتخصصة ما يعلي قيمة المنافسة، ويرفع مستوى الإنتاج». واقترح الجاسر توفير مجمعات نموذجية في أهم المواقع لكل منطقة، لاحتضان هذه الكيانات والجمعيات غير الربحية، مع تقديم الدعم المادي واللوجستي في المرحلة الأولى؛ لتتمكن تلك الجمعيات من الوقوف بشكل قوي، ومباشرة تنفيذ برامجها.

أبعاد اجتماعية

نوهت الكاتبة وسيمة العبيدي بهذه الإستراتيجية التي تهدف لتذليل العقبات المواجهة لمحبي الثقافة، خصوصاً تلك التي يعاني منها المؤرخون ومحبو الآثار الذين حولوا منازلهم لمتاحف صغيرة، وصرفوا عليها الكثير من الأموال حباً في حفظ تراث الوطن من الاندثار، من خلال توفير كافة الدعم والإمكانات، التي تنقلهم من الهواية إلى الاحترافية.

وقالت: «ستساهم هذه الإستراتيجية في تحقيق الكثير من أحلام الفنانين والمثقفين، الذين ينتظرون تسليط الضوء على إنتاجهم وإبداعهم، إضافة لإتاحة الفرص لجميع الموهوبين بما يتناسب مع طموحاتهم».

وتوقعت العبيدي ألا تقتصر أبعاد الإستراتيجية على الجانب الثقافي فقط، بل ستمتد إلى النواحي الاجتماعية والاقتصادية، إضافة لإبراز الهوية الوطنية، وتعزيز مكانة المملكة عالمياً.

واختتمت: «ستكون هذه الكيانات الدليل والحاضن لجميع مبدعي المملكة، فالشعور بالانتماء لمجتمع الثقافة يساهم بدرجة كبيرة في تعزيز روح المبدع والفنان لتتضاعف الجهود، ويرتفع مستوى جودة الإنتاج».