سعاد حسني وميمي شكيب
تمر اليوم 25 ديسمبر ذكرى ميلاد فنانة من أشهر الوجوه بالسينما المصرية، وهي الراحلة ميمي شكيب، التي بالنظر إلى حياتها التي استمرت لـ 69 عامًا قبل رحيلها عام 1983، سنجد أنها تتضمن الكثير من التشابهات مع حياة الراحلة سعاد حسني، الملقبة بسندريلا السينما المصرية.
وبين طريقة الرحيل، ومرورًا بعدم استطاعة التوصل إلى هوية المتسببين في مقتلهما، أو الجزم بالأساس بأنهما قتلا ولم ينتحرا، إضافة إلى الزواج من فنانين، فضلا عن تشابهات أخرى كثيرة، تستعرضها «» في السطور التالية:
تعددت الأسباب والنهاية واحدة
ونبدأ من النهاية، فطريقة رحيل الفنانتين تتشابه بشكل كبير لحد التطابق، حيث رحلا بعد سقوط من شرفة المنزل التي كانت تتواجد فيه كل فنانة قبل رحيلها.
ففي 20 مايو من عام 1983، وجدت الفنانة ميمي شكيب جثة هامدة، ملقاة من شرفة شقتها بأحد عقارات وسط القاهرة، وقيدت قضية مقتلها حينها ضد مجهول، وحتى الآن لم يعرف أحد أي تفاصيل عن تلك الواقعة.
وفي 21 يونيو من عام 2001، وجدت الفنانة سعادة حسني جثة هامدة ملقاة من شرفة شقتها بأحد عقارات مدينة لندن الإنجليزية، التي كانت تعيش فيها خلال أيامها الأخيرة، وحتى الآن لم يعرف أيضا هل أقدمت السندريلا على الانتحار أم تعرضت للقتل.
الحقيقة ما زالت مجهولة
ورغم مرور الكثير من السنوات على رحيل كل فنانة، إلا أنه حتى وقتنا هذا، لم تستطيع أي جهة التوصل إلى مرتكب جريمتي قتل ميمي شكيب، وسعاد حسني، كما أنه ليس هناك تأكيدات أيضا بأنهما قُتلا، فيما كانت هناك تخمينات بأن الفنانتين رحلن نتيجة انتحارهما.
اكتئاب ومعاناة نفسية
ومن بين التشابهات التي تجمع بين ميمي شكيب وسعاد حسني، هي مرور الاثنتين بحالة شديدة من الاكتئاب والمعاناة النفسية قبل رحيلهما، رغم اختلاف الأسباب التي تعرضت لها كل وحدة على حدى.
فالفنانة ميمي شكيب كانت تعاني من حالة نفسية سيئة للغاية، بعد قضائها نحو 170 يومًا في السجن على ذمة قضية آداب، عُرفت إعلاميًا وقتها بقضية «الرقيق الأبيض»، بعدما قُبض عليها رفقة مجموعة من الفنانات الشابات داخل منزلها، بتهمة إدارة منزلها للأعمال المنافية للأداب، قبل أن يتم تبرئتها وهي وهؤلاء الفنانات؛ لعدم القبض عليهن في وضع تلبس.
أما السندريلا، فكانت تعاني من حالة نفسية سيئة، كما أكد الكثيرون من أصدقائها بالوسط الفني في عدة تصريحات تليفزيونية سابقة، بسبب زيادة وزنها بشكل مبالغ فيه، وتغير شكل ملامحها وظهور علامات التقدم بالسن على وجهّها وجسدها بالكامل، وهو ما جعل الاكتئاب الشديد يسيطر عليها، لدرجة جعلتها تلجأ إلى طبيب نفسي يعالجها.
عائلة فنية جمعت سعاد وميمي
حياة الراحلة ميمي شكيب تشابهت أيضًا مع حياة الراحلة سعاد حسني، في مسألة العائلة الفنية، فالأولى شقيقة الفنانة الراحلة زوز شكيب وتزوجت من الفنان سراج منير، والسندريلا شقيقة المطربة والفنانة نجاة، وتزوجت من المخرج علي بدرخان، كما أنها هناك تصريحات كثيرة لعدد من نجوم الفن، تؤكد أن سعاد حسني تزوجت كذلك من المطرب والفنان الراحل عبدالحليم حافظ، فضلا عن زواجها كذلك من الفنان زكي فطين عبدالوهاب، وآخرين.
مسيرة مشرفة
وبعيدًا عن كل ما سبق، فمن أهم ما يجمع بين الراحلتين، هي المسيرة الفنية الرائعة التي قدمتها كل فنانة طوال تاريخها، والمليئة بعشرات الأعمال الفنية المختلفة، فسعاد حسني تمتلك في رصيدها 82 فيلما سينمائيا بخلاف الأعمال الدرامية والمسرحية، وكان من أبرزها (شفيقة ومتولي، خلي بالك من زوزو، صغيرة على الحب، موعد على العشاء، حب في الزانزانة)، كما نالت الكثير من الجوائز والتكريمات المختلفة، كان أبرزها شهادة التقدير التي حصلت عليها من الرئيس الراحل محمد أنور السادات تقديرًا لعطائها الفني، إضافة إلى فوزها بجائزة أحسن ممثلة أكثر من مرة بعدة مهرجانات مختلفة.
أما ميمي شكيب فقدمت 40 فيلمًا، كان من أبرزها (بين القصرين، حياة الظلام، الملاك الأبي، تحيا الستات، شارع محمد علي، دعاء الكروان)، فضلًا عن عشرات الأعمال المسرحية، كما نالت عدد ليس بالقليل من الجوائز والتكريمات أيضًا، كان أبرزها جائزة أفضل ممثلة دور ثان عن دورها بفيلم «دعاء الكروان» من المهرجان القومي القومي الأول للأفلام الروائية.