| حكاية بائع يتجول بين أتوبيسات القاهرة للإنفاق على أسرته: الحِمل تقيل

لعدم استكمال تعليمه وحصوله على مؤهل، تعثر محمد يوسف، 48 عاماً، في الحصول على فرصة عمل تدر عليه دخلا يكفي أسرته، فقرر أن ينضم لطابور العمالة اليومية، يحمل المناديل والصابون والكبريت وأشياء أخري، ويتجول بها في الأتوبيسات لبيعها للمارة بأسعار تحقق له هامش ربح بسيط.

لم يعد من السهل إيجاد عمل والاستقرار فيه، بحسب «محمد»، الذي اختار هذا العمل لكونه لا يحتاج إلى رأسمال، مؤكدًا أنه يتجول بهذا الحمل الثقيل في الأتوبيسات من الصباح الباكر وحتى المساء، من أجل أن يوفر نفقات أبنائه الثلاثة ويستطيع الإنفاق على تعليمهم: «بشتغل عشان ولادي عندي وفاء في تانية جامعة بكلية الآداب، وأحمد في تالتة ثانوي وندى في تانية إعدادي».

«محمد» يتجه إلى الترويج لبضاعته في الأتوبيسات

يحكي «محمد» الذي يعيش في حي المعصرة التابعة لمنطقة حلوان بمحافظة القاهرة، أنه ترك المدرسة عندما كان في الصف الثالث الإبتدائي، وكان أول عمل له بيع الملابس في حي السيدة زينب بمحافظة القاهرة، إلا أنه اتجه إلى العمل في الأتوبيسات، واستمر في ذلك لأكثر من 15 عاماً لأنه وجد أن التجول بالبضاعة أسهل: «الحمد لله بشتغل على دراعي عشان مجيش في يوم أقول لحد اديني».

مميزات وعيوب العمل في الأتوبيسات

يري «محمد» أن التجول في الأتوبيسات له ميزات وعيوب، ومن إيجابياته أن الركاب الذين يستقلون الأتوبيس كثيرون، ويفضلون الشراء أثناء ذهابهم إلى المنازل، أما سلبياته الإرهاق الشديد لأنه يعتمد على حمل البضاعة بنفسه مما يؤثر على الصحة: «الشغل ماشي وأوقات بتبقي الدنيا واقفة يوم بيشيل اللي بعده، وأنا مباخدش معاش وقاعد في شقة إيجار بدفع 600 جنيه في الشهر».

أمنيات «محمد»

يكسب «محمد» حوالي 100 أو 80 جنيها في اليوم، ويتمنى أن يجد عملا مستقرا أو العمل في مشروع صغير، حتى يستطيع أن يكفي نفقات أسرته وتعليم أبنائه ودفع إيجار الشقة التي يعيش فيها.