غادر تلسكوب جيمس ويب الفضائي، الذي تبلغ قيمته 10 مليارات دولار، الأرض في مهمته لدراسة النجوم الأولى التي أضاءت الكون وكانت سببا في الحياة، إذ تم إطلاقه نحو السماء بصاروخ آريان من ميناء كورو الفضائي في منطقة جيانا الفرنسية، واستغرقت رحلته إلى المدار أقل من نصف ساعة بقليل، مع إشارة تؤكد نتيجة ناجحة التقطها هوائي أرضي في منطقة «ماليندي» في كينيا.
تلسكوب جيمس ويب الفضائي الذي أطلق عليه اسم أحد المهندسين المشاركين في هبوط مركبة «أبولو» على القمر، هو خليفة تلسكوب «هابل»، وقام المهندسون الذين يعملون مع وكالات الفضاء الأمريكية والأوروبية والكندية ببنائه ليكون أقوى منه بمائة مرة، بحسب «بي بي سي».
التلسكوب ناتج عمل آلاف البشر على مدار 3 عقود
طال انتظار إطلاق التلسكوب وكان مصحوبًا أيضًا بقدر كبير من القلق، لأن آلاف الأشخاص في جميع أنحاء العالم عملوا في المشروع على مدار الثلاثين عامًا الماضية، وإطلاقه مجرد بداية لما سيكون سلسلة معقدة من الأنشطة الأولية خلال الأشهر الستة المقبلة.
يجري وضع التلسكوب في مسار يؤدي إلى محطة مراقبة تبعد 1.5 مليون كيلو متر عن الأرض، وأثناء السفر إلى هذا الموقع، سيتعين على التلسكوب فك نفسه من التكوين المطوي الذي اعتمده عند الإطلاق، مثل الفراشة الخارجة من الشرنقة.
في صميم قدرات المنشأة الجديدة مرآتها الذهبية التي يبلغ عرضها 6.5 مترًا، وهي أكبر بثلاث مرات تقريبًا من العاكس الأساسي على «هابل»، إذ يجب أن تمكن هذه المرايا المكبرة، جنبًا إلى جنب مع أربعة أدوات فائقة الحساسية، علماء الفلك من النظر بشكل أعمق في الفضاء.
الهدف الرئيسي للتلسكوب الجديد
سيكون الهدف الرئيسي حقبة النجوم الرائدة التي أنهت الظلام الذي يُفترض أنه سيطر على الكون بعد فترة وجيزة من الانفجار العظيم منذ أكثر من 13.5 مليار سنة، فالتفاعلات النووية في هذه الأجسام هي التي شكلت أول ذرات ثقيلة ضرورية للحياة(الكربون والنيتروجين والأكسجين والفوسفور والكبريت).
يتمثل الهدف الشامل الآخر للتلسكوب في فحص الأغلفة الجوية للكواكب البعيدة، وسيساعد هذا الباحثين على قياس ما إذا كانت هذه العوالم صالحة للسكن بأي شكل من الأشكال.