«لا يمكن أن أوقف تدريب الطلاب لغاية ما أموت».. بهذه العبارات وصف مصطفى عبد الهادي، ابن ملاوي بمحافظة المنيا، شدة تمسكه بالهبة التي منحها الله له، إذ دفعه عشقه للخط العربي، تكريس حياته لتعليم الطلاب فنون وأنواع الخط العربي بالمجان.
يحكي «مصطفى» أنه بدأ رحلته منذ أن كان طالبًا، إذ أعجب به أساتذته الكبار، وجعلوه يدرس للطلاب حتى وقتنا الحالي، ومازال يعمل به، فهي هبة أعطاه الله له ليعلم بها غيره، إذ خصص كل وقته للطلاب الذين يتوافدون على بيته دون مقابل مادي.
بدأ «مصطفى» صاحب الـ54 عامًا، رحلته بعدد قليل من الطلاب، إذ وصل إلى 7 من الأقارب فقط، لكنه لم ييأس واستمر الأمر، حتى زادت أعداد الطلاب الذين يتعلمون على يديه فنون الخط العربي بأنواعه المختلفة، ليحصد ما يزيد عن 150 معرضًا على مدار 33 عامًا من التدريس، وتكريمات كثيرة نالها من مجلس المدينة وغيره بسبب لوحات طلابه المميزة في الخط العربي.
تعاهد على التدريس لآخر عمره
«لا يمكن أوقف تدريب الطلاب لغايه ما أموت، لأني شايف النتيجه قدام عنيا أكثر من مرة، والحقيقة أنها تسعدني جدا، وليه أبطل بالعكس ده دافع ليا إني أكمل، وبالأخص المفاجأة اللي بيديهاني بعض الطلاب، وهو إني معرفش أفرق بين خطي وخطه للوهلة الأولى، وده في حد ذاته إنجاز»، حسبما روى مصطفى.
يستشعر «مصطفى» من لوحات الخط العربي الحالة التي يمر بها كاتبه: «أوقات كتير بيكون الرسام إيده بتترعش وبيبان في الخط، أو لو حزين ده غير لو كتب بالخط الديواني، وده خط معروف إنه للسعادة والتهنئة كانوا بيستخدم زمان أيام العثمانيين للبرقية والتهنئة»، فهو فن لا يختلف كثيرًا عن غيره من الفنون التي تنقل مشاعر صاحبه.
صفات اكتسبها «مصطفى» من الخط العربي
وعن الصفات التي اكتسبها «مصطفى» من الخط العربي، قال: «مهنة علمتني الإخلاص لكل حاجة مش بس تعليم الأولاد، لكن في الحياة عمومًا، واتعملت أفصل عن أي مشاكل من خلالها، يعني حتى لو الطالب اللي بيدرس في مشاكل بيني وبين أهله بعمله عادي كأن مفيش حاجة، لأن دي رسالة لازم توصل لأكبر عدد ممكن»، هكذا أضاف «مصطفى»، عن هبته المحبوبة لقلبه، والتي جعلت منه شخصًا قادرًا على التسامح، والصبر على صعوبات تعليم الطلاب في البداية.