| «رشا ست بـ100 راجل».. تبيع محشي في الشارع لتعول ابنتها: زوجي تخلى عني

اعتادت أن تبدأ يومها في تمام السادسة صباحًا تفترش بمنضدة بسيطة، تضع عليها طعاما منزليا من الدرجة الأولى، لتعرضه أمام المارة في شوارع الإسكندرية، ما بين المحاشي والمأكولات المتنوعة، هكذا عرضت رشا عملها على الجميع، ليتهافت عليها الكثير من الأشخاص رغبة في الشراء منها.

رحلة شقاء «رشا سليمان» بدأت منذ 3 سنوات، إذ خرجت تحمل في يدها شنطتها التي تحوي الكثير من الطعام الطازج لتعرضه على شركة الكهرباء في البداية، متجولة بين مكاتب الموظفين، لكن الأمر لم يستمر بسبب رغبتها في وجود مكان مخصص لها في الشارع، لتعرض عليه طعامها يوميا.

صعوبة بالغة وجدتها «رشا» صاحبة الـ41 عاما في بداية عملها، وفقا لما روته لـ«»: «الناس كانت بتمشيني من المكان اللي واقفه فيه، ده غير التعامل مع الناس في الشارع لازم أكون واقفة بـ100 راجل، حتى لو من جوايا ضعيفة بس لازم أظهر قوية وراجل وأقف معهم»، لتصبح قادرة على العودة لمنزلها بقوت يومها.

«رشا» تخلى عنها زوجها فاتجهت لبيع المحشي لتعول ابنتها

«عندي ولد وبنت بصرف عليهم، لأني مطلقة، لكن والد ابني يقدم مصاريفه ويتكفل بابنه، لكن بنتي للأسف لأ وده سبب المشكلة اللي أنا فيها»، هكذا عبَّرت «رشا»، عن سببها الأساسي لتواجدها في الشارع لبيع الطعام: «بحاول أعدل كفة الميزان بين الولد والبنت، علشان يروحوا مدرسة واحدة، وده بيخليني أنزل حتى لو تعبانة، علشان أجيب مصاريف احتياجاتها».

تعلمت «رشا» الكثير من تجربتها، إذ استطاعت أن تتكفل بكل مصاريفها الخاصة: «اتعلمت ممدش إيدي لحد، وأكون قادرة على تحمل المسؤولية، على الرغم من أنها مهنة مرهقة وصعبة، بتاخد مجهود كبير ووقت أكبر من 6 الصبح لـ11 بالليل، لكن أنا مرتاحة إنها كافية ليا ولعيالي».

تهتم «رشا» بنظافة الطعام بشكل جيد؛ إذ تضع الطعام كل يوم في حافظة وصندوق مثلج للحفاظ على جودة الطعام، كأنه يخرج من الثلاجة للحفاظ على الصحة، خاصة في ظل انتشار المخاوف من انتقال الأمراض في الفترة الأخيرة.

واكتسبت الأم المكافحة من وقفتها في الشارع الكثير من حب الناس وتشجيعهم لها على استمرارها في العمل، إلا أن الأمر لم يخلُ من نظرات الشفقة التي رسمت في أعين البعض حزنًا على وقوفها في الشارع للبيع، إلا أنها لم تيأس أو تضع نظراتهم في الاعتبار، فهي تقف لهدف معين وعليها تحقيقه.