في القرن الماضي، عثر البشر على 31 سمكة كرة قدم فقط، ويرجع ذلك إلى أن هذه الأسماك تسبح على أعماق تصل إلى أكثر من ألف متر، ويضيء مسارها بواسطة المصابيح الحيوية التي تتأرجح من رؤوسها، ولكن هذا العام وحده، جرفت المياه 3 من هذه الأسماك النادرة في ولاية كاليفورنيا، وعلى الرغم من أن العلماء سعداء بفرصة دراسة هذه العينات النادرة، إلا أنهم غير متأكدين تمامًا من سبب ظهور هذه الأسماك فجأة من الأعماق.
الوجود الغامض لسمكة كرة القدم في المحيط الهادئ
في عام 2021، ظهر عدد من أسماك كرة القدم الشاطئ في ولاية كاليفورنيا، آخرها ظهر خلال الشهر الجاري، فلم تظهر هذه السمكة على الشاطئ في كاليفورنيا منذ عام 2001، بحسب موقع «all thats interesting».
أوضح ويليام لود، مساعد أمين مجموعة علم الأسماك في متحف التاريخ الطبيعي الأمريكي، حيث تم عرض إحدى أسماك كرة القدم، «أن هناك الكثير لا نعرفه عن هذه الأنواع بشكل عام ولا يزال هناك كثير من الأسئلة حولها، وأعتقد أن هذا ما يجعل من الرائع حقًا دراسة أنواع المياه العميقة التي تحدث في المحيط المفتوح».
لا يعرف العلماء كثير من معلومات الأساسية عن هذه الأسماك، مثلا ما يأكلونه وأنظمة التكاثر لديها، في الواقع يشعر خبراء الأسماك في كاليفورنيا بالتردد حيال الاكتشاف ويأملون في أن تسلط عينات أسماك كرة القدم الضوء على كيفية عيش هذه المخلوقات النادرة، ومع ذلك، فهم غير متأكدين حتى الآن من سبب نفوق الأسماك أو لماذا تظهر مؤخرا على الشاطئ.
المعلومات المتوفرة عن سمكة كرة القدم
تعيش سمكة كرة القدم أو «هيمانتولوفوس ساجاميوس» في أعماق المحيط الهادئ، وعُثر على عدد قليل منها في نيوزيلندا واليابان وروسيا وكاليفورنيا وهاواي والإكوادور وشيلي، وذلك لأنها تعيش في أعماق تصل إلى أكثر من ألف متر، وعلى الرغم من صعوبة الرؤية في المياه العميقة، فإن سمكة كرة القدم تضيء ضوءًا ضئيلًا من لمبة فسفورية(esca) على جبهتها.
تستخدم الأسماك هذا الضوء لجذب الفريسة، لكن العلماء لا يعتقدون أنها انتقائية عندما يتعلق الأمر بوقت تناول الطعام، نظرًا لأن الطعام في أعماق المحيط يمكن أن يكون نادرًا، إذ تطورت أسماك كرة القدم لتتناول كل ما يمكنها صيده، فهي تتربص في الظلام في انتظار الأسماك أو الحبار أو القشريات لتأكلهم، إذ تسحب القدم فرائسها في أفواهها، حيث تمزق أسنانها العجيبة ذات الإبر الحادة كل ما يأتي تحتها.
إناث سمكة كرة القدم هي من تصطاد، ويصل طولها إلى حوالي متر، وهي أكبر بحوالي 10 مرات من الذكور، وبمرور الوقت، تفقد ذكور الأسماك عيونها وأعضائها الداخلية، ويحتفظون بخصيتيهم فقط، ويتشبثون بالسمكة الأنثوية، فيصبحوا مصدرًا ثابتًا للحيوانات المنوية مقابل العناصر الغذائية.