| اختراع يعيد «أسطى حسن» للإعدادية وعمره 36 سنة.. شهادة محو الأمية «مش كفاية»

لم تجبره الظروف على الابتعاد عن قطار التعليم، لكنها الموهبة، والعمل منذ الصغر مع الأب، والسير على دربه، كلها أمور جعلت حسن البدري، ابن محافظة، يمتهن البناء وعمره 12 عامًا، وعكس كثيرين عاشوا حياة أخرى خلف أسوار المدارس، عاش هو طفولته بين مواد البناء، ليقرر استكمال ما فاته في الكبر.

صغيرًا وفي الكُتّاب، تعلم القليل من القراءة والكتابة، اعتقد أنَّه لن يحتاج أكثر من ذلك لممارسة المهنة التي ورثها عن والده، شرب الصنعة وتعلم خباياها وبات ملمًا بتفاصيلها، واشتهر في قريته بـ«أسطى حسن»، لكنه حينما بلغ مشارف الثلاثينات، التحق بصفوف الدراسة، ليطفئ شمعة عامه الـ32 وفي يده شهادة محو الأمية.

«حسن» يخترع جهازًا لفتح الأبواب المغلقة دون لمسها 

شهادة محو الأمية مكّنت «حسن» من الالتحاق بالمرحلة الإعدادية مباشرةً، ليتخطى امتحانات الصفين الأول والثاني بمهارة وتفوق لمن هم في مثل ظروفه، ينتظر إنهاء الشهادة الإعدادية بتفوق أيضًا، «اتحرمت من التعليم وأنا صغير، لكن ربنا عوضني بنعم تانية كتير، وكتبلي إني اتعلم حتى لو في سن متأخر»، هكذا عبّر عن حلمه في الحصول على شهادة تعليمية يواجه بها المجتمع حتى ولو تعليم فني.

«حسن» يحلم باستكمال تعليمه وتسجيل ابتكاره

«جهاز لفتح الأبواب المغلقة دون لمسها»، ابتكار «حسن» الذي تمنى المشاركة به في إحدى مسابقات المخترعين التابعة التي تنظمها جامعة سوهاج أو محافظته، لكن طلب تسجيل اختراعه قوبل بالرفض كونه غير مقيد بوزارة التربية والتعليم ولا يملك أي شهادة تعليمية.

كواليس رفض تسجيل اختراعه يرويها «حسن» لـ«»: «شجعني أصدقائي على التقديم في مسابقة جامعة سوهاج، وحينما أغلقت الأبواب في وجهي، قررت كسر طوق الجهل، خاصة أن عدم تعليمي كان حاجزًا عن تحقيقي لما أحلم به».