جنيف – (بي بي سي)
قال مدير منظمة الصحة العالمية إن متحور أوميكرون يؤدي إلى تسونامي من حالات الإصابة بالفيروس، مما يشكل ضغطا هائلا على أنظمة الرعاية الصحية والموظفين العاملين بها في جميع أنحاء العالم.
ويأتي هذا التحذير في وقت شهدت فيه الولايات المتحدة ودول أوروبية تسجيل أعداد قياسية من حالات الإصابة اليومية الجديدة بكوفيد-19.
وشدد الدكتور، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحفي في جنيف، على أن الوقت قد حان لكي تقوم الدول الغنية بالتخلي عن السياسات القومية قصيرة المدى وإنهاء عدم المساواة في اللقاحات العالمية.
وارتفع عدد الإصابات الجديدة بكوفيد بجميع متحوراته، وفقا لتقرير نشرته منظمة الصحة العالمية الثلاثاء، بنسبة 57 في المئة في أوروبا في الأسبوع الذي سبق 26 ديسمبر/كانون الأول، وبنسبة 30 في المئة في الأمريكتين.
وبلغت حالات الإصابة بكوفيد في الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية أعلى معدل يومي لها منذ بدء الوباء، مع انتشار متحور أوميكرون.
وقال مسؤولو الصحة إن أكثر من 440 ألف حالة جديدة سجلت في الولايات المتحدة الاثنين.
كما سجلت فرنسا وإيطاليا واليونان والبرتغال وإنجلترا أعدادا قياسية من الإصابات اليومية.
وقال مسؤولون إن الأرقام المرتفعة قد يكون سببها التأخر في الإبلاغ خلال فترة عيد الميلاد.
وتشير دراسات إلى أن أوميكرون أكثر اعتدالا من متحور دلتا الذي كان سائدا في السابق، ولكن لا تزال هناك مخاوف من أن العدد الهائل من الحالات الناجمة عن أوميكرون الشديد العدوى يمكن أن يكون فوق طاقة المستشفيات.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن الخطر الذي يشكله أوميكرون “لا يزال مرتفعا للغاية”.
وقال الأمين العالم للمنظمة إن سلاسل توريد اللقاحات يجب أن تتحسن حتى لا يتم إعطاء الدول الفقيرة لقاحات مع أجزاء رئيسية مفقودة مثل الحقن.وأضاف أنه يعتقد أن الحملات المحلية الصغيرة مثل تلك التي عالجت بنجاح شلل الأطفال ستكون أساسية في التصدي للفيروس في الأماكن التي يصعب الوصول إليها.
الوضع في الولايات المتحدة
ارتفعت الحالات التي سجلها المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها بمقدار 441278 في 27 ديسمبر/ كانون الأول، وهو أعلى عدد من الحالات اليومية التي أبلغت للوكالة حتى الآن.
يقول متتبع بيانات المركز إن وسائل الإعلام الأمريكية تشير إلى أن متوسط ارتفاع الإصابات خلال سبعة أيام هو الآن عند أعلى مستوى له منذ يناير/كانون الثاني 2021.
وقالت متحدثة باسم المركز لموقع بوليتيكو الإخباري إن أرقام العدوى الأخيرة “ستصبح أكثر استقرارا بعد بداية العام الجديد”.
ووسعت وكالة الصحة نطاق تحذيرات السفر الخاصة بها لأجزاء من أوروبا، إذ أضافت مالطا ومولدوفا والسويد إلى قائمة البلدان التي يشكل السفر فيها خطرا كبيرا للإصابة بالعدوى.
وطلب من المسافرين تجنب هذه البلدان.
وقال خبير الأمراض المعدية الأمريكي أميش أدالجا لبي بي سي إن أوميكرون يمكن أن “يلتف على الحماية التي توفرها اللقاحات” و”يؤثر في أي شخص كما يشاء”.
وأضاف “لذلك سنشهد ارتفاع الحالات. والمفتاح هو إبقاء هذا بعيدا عن الأشخاص المعرضين لخطر كبير … وسنضطر حقا إلى التركيز على الحالات الشديدة والنقل إلى المستشفى”.
توصل إحصاء لوكالة أنباء رويترز إلى ارتفاع قياسي في أعداد الإصابات بلغ 258312 على مدى الأيام الأسبوع الماضي.
و ألغت شركتا دلتا إيرلاينز، وألاسكا إير غروب للطيران في الولايات المتحدة مئات الرحلات الجوية الثلاثاء بسبب الظروف الجوية السيئة وارتفاع حالات أوميكرون.
وأبلغت المكسيك الثلاثاء عن 125 حالة وفاة أخرى مؤكدة، وارتفع بذلك العدد الرسمي لضحايا الفيروس في البلاد منذ بدء تفشي الوباء إلى 298944.
وأبلغت البرازيل عن 171 حالة وفاة الثلاثاء و8430 حالة إصابة إضافية.
الوضع في أوروبا
قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن الغالبية العظمى من المرضى الذين انتهى بهم المطاف في العناية المركزة بفيروس لم يتلقوا جرعة اللقاح المعززة.
وأبلغت بولندا عن 794 حالة وفاة مرتبطة بكوفيد يوم الأربعاء ، وهو أعلى رقم في الموجة الرابعة من الوباء ، مع أكثر من 75 في المئة من الذين ماتوا دون تلقيح.
وأبلغت فرنسا الثلاثاء عن 179807 إصابة جديدة، وهذا أعلى عدد من الحالات اليومية على الإطلاق في أوروبا.
وحذر وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران من أن “كل شيء يوحي” بأن فرنسا قد تشهد ما يصل إلى 250 ألف حالة يوميا بحلول بداية يناير/كانون الثاني.
وقال اتحاد المستشفيات الفرنسي إن “أصعب الأسابيع لم تأت بعد”.
وأعلن رئيس الوزراء جان كاستكس فرض قيود جديدة في وقت سابق من هذا الأسبوع. وكثف إطلاق الجرعة المعززة في البلاد، حيث تلقى أكثر من 23 مليون شخص الجرعة حتى الآن.
كما أبلغ عدد من الدول الأوروبية الأخرى عن حالات يومية قياسية يوم الثلاثاء، إذ تجاوز عدد الإصابات في إيطاليا 78000 حالة، مسجلة رقما قياسيا جديدا منذ بداية الوباء. كما سجلت 202 حالة وفاة ليرتفع إجمالي عدد الوفيات في البلاد إلى 136753، وسجلت البرتغال 17172 حالة إصابة جديدة.
وفي اليونان، دعا وزير الصحة ثانوس بليفريس إلى الهدوء بعد أن أبلغت البلاد عن 21657 حالة.
أبلغت السلطات الصحية في إنجلترا عن رقم قياسي بلغ 117093 حالة. ولم تكن بيانات كوفيد الكاملة على مستوى بريطانيا متاحة خلال فترة عيد الميلاد.
بينما ألغى عدد من المدن – منها باريس ولندن وبرلين – احتفالات العام الجديد الرسمية، وكانت بعض الحكومات أقل استعدادا لفرض قيود على مستوى البلاد.
وطُلب من الناس في فرنسا وإنجلترا استخدام فطرتهم السليمة، بينما قالت العاصمة الإسبانية مدريد إنها ستمضي قدما في احتفالاتها بوضع حد أقصى لعدد الحاضرين في ساحة بويرتا ديل سول.
وحظرت إيطاليا المناسبات في الهواء الطلق، وأغلقت النوادي الليلية، لكن لا توجد قيود على التجمعات الخاصة.
وكشفت وزارة الصحة البيلاروسية عن أول أربع حالات بمتحور أوميكرون في البلاد، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية.
وقالت إن المرضى ظهرت عليهم أعراض خفيفة.
وقالت الوزارة أيضا إن 1493 إصابة جديدة بفيروس كورونا أكدت في بيلاروسيا في 28 ديسمبر/كانون الأول، بينما توفي 14 مريضا.
الوضع في الصين
اعترف مسؤولون صينيون الأربعاء بأنهم واجهوا تحديات في الحصول على إمدادات غذائية كافية للسكان في مدينة شيان المغلقة، بعد أن لجأ سكان المدينة إلى وسائل التواصل الاجتماعي للشكوى من عدم وجود ما يكفي من الطعام وطلب المساعدة.
وهناك 13 مليونا من سكان شمال مدينة شيان يواصلون يومهم السابع من الحبس المنزلي، ودعا مسؤولو الصحة الوطنيون إلى زيادة تعزيز الإجراءات في الوقت الذي تكافح فيه الصين أسوأ موجة فيروسية لها منذ شهور.
واتبعت بكين استراتيجية صارمة بشأن كوفيد تتضمن قيودا صارمة على الحدود، وعمليات إغلاق مستهدفة منذ ظهور الفيروس لأول مرة في مدينة بوسط البلاد في أواخر عام 2019.
لكن المسؤولين اعترفوا في مؤتمر صحفي الأربعاء بأن “قلة حضور الموظفين والصعوبات في الإمداد والتوزيع” أدت إلى مشاكل في توفير الإمدادات الأساسية حيث تواجه البلاد عودة ظهور الإصابات.
وقبل يوم واحد طلب العديد من السكان على وسائل التواصل الاجتماعي المساعدة في الحصول على الطعام والضروريات الأخرى، وقال بعض السكان إن مجمعاتهم السكنية لن تسمح لهم بالخروج على الرغم من نفاد الطعام.
وصرح المسؤول في مدينة شيان، تشين جيان فنغ، للصحفيين بأن الحكومة المحلية حشدت الشركات لتكثيف التوزيع المجتمعي، مع إشراف كوادر على أسواق الجملة ومحلات السوبر ماركت.
وقال: “نحن نبذل قصارى جهدنا للمساعدة في حل مشكلة إقبال الموظفين، وإصدار تصاريح للمركبات التي تضمن توفير الضروريات”.
لكن البعض لا يزال يعاني من نقص في الإمدادات.
وكتب أحد المستخدمين على منصة وايبو الشبيهة بتويتر: “كيف نعيش؟ ماذا نأكل؟”.
وأضاف المستخدم: “منذ أيام، كان بإمكاننا الخروج مرة واحدة لشراء مواد البقالة ولكن ذلك ألغي … وبيعت جميع الإمدادت المتوفرة على تطبيقات البقالة عبر الإنترنت أو أصبح توزيعها صعبا”.
وكثفت المدينة إجراءات الحبس الاثنين وطلب من العديد من السكان عدم مغادرة منازلهم إلا لإجراء اختبار الفيروس – بعد أن قيل لهم سابقا إنه يمكنهم الخروج مرة واحدة كل ثلاثة أيام لشراء الإمدادات.
وكانت السلطات قد أصرت في السابق على أن الإمدادات مازالت مستقرة لأنها تفرض ضوابط صارمة على الحركة من مدينة شيان وإليها.
وسجلت المدينة أكثر من 960 حالة إصابة بفيروسات محلية منذ 9 ديسمبر/كانون الأول.
وعلى الرغم من أن الزيادة في الصين منخفضة، مقارنة بالحالات المتفشية في أوروبا والولايات المتحدة، فقد فرض المسؤولون الصينيون ما وصفوه بأشد القيود الممكنة في مدينة شيان.
وقالت وسائل إعلام محلية إن السلطات احتجزت أيضا سبعة أشخاص على الأقل في المدينة بتهمة محاولتهم تخطي الحجر الصحي وتعطيل النظام ونشر الشائعات.
ويأتي تفشي المرض في الوقت الذي تستعد فيه بكين لاستقبال آلاف الزوار الأجانب في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في فبراير/شباط.
الوضع في الهند وآسيا
اضطر آلاف الأشخاص إلى الوقوف في طوابير طويلة خارج محطات المترو ومحطات الحافلات في العاصمة الهندية دلهي بعد أن فرضت السلطات حدا أقصى قدره 50 في المئة من الركاب لاستخدام وسائل النقل العام بسبب الوباء.
وأعلنت حكومة دلهي أن حالة التأهب الآن تحولت إلى اللون الأصفر الثلاثاء، بعد ارتفاع عدد النتائج الإيجابية لاختبارات متحور أوميكرون.
وألقى مسؤولو الصحة في تايلاند باللوم على الانتشار السريع للمتحور هناك في زيادة أعداد المصابين.
ويقولون إن أكثر من 250 شخصا كانوا في حانة مزدحمة، قليلة التهوية أصيبوا، ثم انتشرت الحالات إلى 11 مقاطعة أخرى.
وحذرت السلطات التايلاندية السكان بضرورة الاستعداد لزيادة محتملة في حالات الإصابة بفيروس كورونا بعد تأكيد إصابة أول مجموعة من المصابين بمتحور أوميكرون في الدولة.
وتخشى اليابان حدوث ارتفاع في الإصابات بسرعة، بعد زيادة حركة السفر وامتلاء المطارات بالمسافرين في بداية العام الجديد بسبب العطلة.
الوضع في المحيط الهادئ
قالت نيوزيلندا إن شخصا ثبتت إصابته بمتحور أوميكرون بعد أن أصبح المتحورنشطًا في المجتمع في أوكلاند.
وستسعى أستراليا إلى فرض إجراء عاجلة على قواعد الاختبار لكوفيد لتخفيف الضغط على مواقع الاختبار ولتقليل نشر العدوى.
وأبلغت ولاية نيو ساوث ويلز، وهي الولاية الأكثر اكتظاظا بالسكان في البلاد، عن تضاعف الحالات اليومية تقريبا.
أفريقيا والشرق الأوسط
تعيد السعودية فرض استخدام الكمامة إلزاميا، وكذلك قواعد التباعد الاجتماعي في جميع الأماكن، سواء في الداخل أم في الهواء الطلق، للحد من انتشار متحور فيروس كورونا أوميكرون.
بلغت الإصابات يومية في دولة الامارات، المركز السياحي والتجاري في الخليجأكثر من 2000 إصابة للمرة الأولى منذ يونيو/حزيران.
قال الصندوق السيادي الروسي إن وزارة الصحة التونسية وافقت على استخدام لقاح سبوتنيك لايت الروسي كجرعة معززة.
التأثير الاقتصادي
توقف ارتفاع الأسهم الأوروبية في عيد الميلاد بالقرب من أعلى مستوياته في خمسة أسابيع ، حيث مارس المستثمرون بعض الحذر مع ارتفاع عدد حالات أوميكرون على مستوى العالم.
ارتفعت أسعار النفط لتصل إلى نحو 80 دولارًا للبرميل مع توقف التصدير عالميا.
وزادت حالات الانقطاع الاقتصادي وتراجع المخزونات الأمريكية المخاوف من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا مما قد يقلل الطلب.
تراجع الإقبال على شراء وقود الطائرات في آسيا إلى أدنى مستوياته في فترة تقارب ستة أسابيع، وذلك بسبب تباطؤ الطلب على الطيران، إذ أجبرت حالات أوميكرون شركات الطيران على إلغاء كثير من الرحلات الجوية.