«طاب واستوي على الشجر طاب واستوى، ده برتقالنا يا ولد طاب واستوى»، غنَّتها الراحلة شادية منذ سنوات طويلة، ويرددها حاليا مزارعو قرية «تفهنا العزب» في موسم البرتقال، خلال حصادهم لـ1200 فدان مثمر بالموالح.
«أبو صرة، سكري، ويوسفي» أصناف الموالح التي يحصدها المزارعون في الموسم الشتوي، الذي يبدأ في أكتوبر وينتهي في يوليو، حسب كامل العطار، 57 عاما، مزارع موالح وموظف في وزارة الزراعة وأحد أبناء القرية، مرجعاً أسباب تفوق القرية وشهرتها في تلك الأصناف، إلي الأرض الطينية والري مباشرة من النيل، الذي تطل عليه القرية، فضلاً عن تحمل زراعات الموالح نفسها لتقلبات الطقس وظروفه المختلفة.
«تفهنا العزب» تتزين بالموالح
في السابعة صباحا يخرج العمال من بيوتهم، متجهين إلي الأراضي لحصاد الموالح من الأشجار، العملية التي تحتاج إلي عمالة مكثفة، وتمتد طوال ساعات النهار، حيث تنتهي في السابعة مساءً، ويحكي «كامل»، الذي ورث المهنة عن والده، وورّثها لأبنائه، أن الرجال والسيدات يتعاونون في عمليات الحصاد بتوزيع المهام بينهم، بينما مرحلة الفرز تتم في محطات التصدير.
«الـ1000 كيلو موالح يحصدها تقريبا 3 عمال، والـ5 أطنان يحصدها 10 عمال بحد أقصي» يقولها «كامل»، مشيراً إلي أن حجم الحصاد اليومي يتفاوت، وفقاً لاعتبارات عديدة أهمها عدد العمالة المتوفرة في الأرض الزراعية، حيث يتم ضخ جزء منه للتداول المحلي، بينما يخصص جزء آخر للتصدير إلى الخارج.
1200 فدان مثمر.. و«أبو صرة والسكري واليوسفي» الأكثر رواجا
يشهد موسم الموالح الحالي بعض الركود، وفقاً للمُزارع الخمسيني، مرجعاً ذلك إلي انخفاض نسب التصدير إلي الخارج، مقارنة بما كانت عليه في الفترات السابقة، أما السعر المحلي فيراه مستقراً في آخر عامين، موضحاً: «الأسعار تتراوح بين 3500 و4250 جنيهاً للطن، بما يعادل من 3 جنيهات ونصف إلى أربعة جنيهات و25 قرشا للكيلو».
زراعة الموالح، وتحديدا البرتقال، تحتاج إلي ماء بغزارة، خاصةً في الصيف، وهو من أكثر أنواع الفاكهة شعبية حول العالم، لما له من مذاق لذيذ ورائحة زكية، وتوجد عشرات الأصناف من البرتقال، أشهرها أبو صرة، والبلدي، والسكري، والصيفي، واليافاوي، والذهبيب، والرغموت، واليوسفي.