إيران.. بين العقوبات والعمل العسكري

تبدو مفاوضات النووي الإيراني في فيينا تدور في حلقة مفرغة، ولا تزال طهران تواصل سياسات المناورة وتضييع الوقت ورفض الدخول في مناقشات جادة حول القضايا الحقيقية، وأبرزها برنامجها الصاروخي والباليستي ودعمها للمليشيات الإرهابية في المنطقة.

هذه المراوغة دفعت مسؤولا أمريكيا إلى التهديد بالإعلان عن أن «العقوبات الاقتصادية وحتى العمل العسكري وارد إذا فشلت المحادثات النووية الجارية في العاصمة النمساوية، رغم التفاؤل الحذر الذي عبر عنه مشاركون في الجولة الثامنة خصوصا من الجانب الروسي». إلا أن فشل المفاوضات يبدو أنه الخيار الأرجح حتى الآن على ضوء المواقف الإيرانية المرتبكة والمتراجعة عن كل تعهداتها وتنازلاتها في الجولات السابقة، فإذا لم ينجح المفاوضون في تحقيق اختراقات في جدار الأزمة، فإنه لا بديل أمام المجتمع الدولي إلا تفعيل «آلية الزناد» من جديد، وهي الآلية التي فرضت خلال السنوات الماضية عقابا لطهران على عدم التزامها ببنود الاتفاق النووي.

ومن ثم فإن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن هناك اتفاقا دوليا غير معلن بين القوى الكبرى مفاده بأنه أمام نظام الملالي أسابيع وليس أشهرا للتوصل إلى اتفاق وتقليص أنشطتها النووية، وإلا فإنه لا خيار أمامه إلا مواجهة تدابير وإجراءات قسرية متصاعدة، تبدأ بسلسلة من العقوبات الجديدة، وليس مستبعدا أن تنتهي بعمل عسكري.