قصر خويران حماية للاجئ والدخيل

على الرغم من أنه يضم 20 أسرة بداخله، لم يخل قصر «خويران»، الواقع بـ«عكام الفيصلية» في جنوب الشارع العام بمنطقة نجران، من مكان للاجئين والدخلاء، حيث خصص الدور السابع للمجنى والمتوزي لدى القبيلة (الجاني واللاجئ الخائف)، الذي عليه دم بينه هو وقبيلته أو طرف آخر، ويلجأ، حسب الأعراف والتقاليد القبلية، لمدة سنة وشهرين.

لماذا الدور السابع

قال المحامي والمهتم بالآثار والتراث، إبراهيم آل منصور، إن سبب وضع اللاجئ والجاني الخائف في الدور السابع حتى تتم حمايته من قِبل أفراد القبيلة بالكامل، حيث لو أراد أحد الهجوم أو التسلل للاجئ، فعليه أن يمر على أفراد القبيلة بالكامل، لذا يستحيل أن يصل إلى من قاموا بحمايته، وسيقضون عليه في الحال، ولن يتمكن أي أحد من الوصول إليه، وستتم حمايته وحراسته بكل أمان طيلة المدة المتعارف عليها، وهي سنة وشهران، حتى تقضي الأحكام والأعراف القبلية بما يجب اتخاذه.

7 أدوار

بينما كشف أحد ملاك القصر والمهتم بالتراث والآثار، فايز آل ذيبان، عن أن سبب تسمية القصر «خويران» يعود إلى قرية «الخوار»، موضحا أن عمره يزيد على 300 عام تقريبا، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 30 متر تقريبا، وعرضه 15 مترا، وتعود ملكيته إلى آل حسين آل ذيبان.

وأضاف «فايز» أن القصر مكون من 7 أدوار، وكل دور مخصص لشيء معين، فمثلا الأرضي عبارة عن ميزانين، وارتفاعه كبير عن باقي الأدوار، وفيه السفل (الحوانيت)، وهي 5 غرف كبيرة، ومرابط للخيل والبقر والإبل والغنم. أما الدور الثاني، فنصفه الجنوبي فروق للقبيلة، والنصف الآخر موزع بين أفرادها، والفروق هي خزينة مشتركة بها من الأرزاق والحب والتمر والفرانصة (عملة معدنية)، وما يخص الجميع، وفي حالة ورود ضيف يُخرجون منها ما يحتاجونه حسب رضا الجميع، أو في حالة طلب قبيلة أخرى «السلفة» أو «رفدة»، ولها مفتاحان: حديد وخشب، يتم وضعهما مع أمناء الفروق، ولا تفتح إلا في وجود كل شخص من الأمناء، ولديه مفتاح.

20 أسرة

ذكر «فايز»: تقسم باقي الأدوار بين أفراد القبيلة، وكل دور به 5 غرف، منها ما هو للطبخ وما هو للنوم، وبعض الغرف بها ما يسمى «المرفوع»، وهو الذي يضع الساكن به حاجياته، والجميع يعلم بمحله وسكنه، والبعض من الغرف بها في الأرضية أماكن مُقسمة للحب والتمر. والدور السادس توجد فيه خارجتان: شمالية وجنوبية مثل البلكونة في وقتنا الحالي، وتسكن في القصر أكثر من 20 أسرة من القبيلة في ذلك الوقت.

مثلثات منحوتة

أما عن بقية مكونات القصر، فأضاف فايز آل ذيبان: هناك مشبات ضوء في كل دور، وتوجد وسط الدرج كوات للشعل، عبارة عن مثلثات منحوتة داخل الغرف وفي الدرج، وتوجد في بعض الغرف خزينة لدى الميسورين من أفراد القبيلة.

320 ألفا للترميم

أما من جهة الترميم، فأوضح «آل ذيبان»: بدأت فكرة ترميم القصر منذ ما يقارب 12 عاما، وتحديدا في 1430، ولكنها نفذت في 1436 بتكلفة مالية تقدر بـ320 ألف ريال، وعلى حساب القبيلة وبجهود شخصية.

الدور السابع للمجنى والمتوزي لدى القبيلة (الجاني واللاجئ الخائف) الذي عليه دم بينه هو وقبيلته أو طرف آخر، ويلجأ، حسب الأعراف والتقاليد القبلية، لمدة سنة وشهرين.