صاحب واقعة الفلوس دي حلال
شهد عام 2021 مجموعة من الأحداث والمواقف التي لاقت تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ليتصدر أصحاب هذه المواقف الـ«تريند» وحديث رواد «السوشيال ميديا» لعدة أيام، تلقوا خلالها الكثير من العبارات والرسائل التي تباينت بين الدعم والسخرية.
«» تُسلط الضوء على أبرز هؤلاء المواطنين الذين تصدروا حديث «السوشيال ميديا» لعدة أيام خلال عام 2021.
حسام بوجي يحقق حلمه بلقاء نجوم الفن
سنوات طويلة عاشها «حسام بوجي»، شاب ثلاثيني، من أبناء منطقة الجمالية بالقاهرة، وهو يعاني من التنمر على شكل وجهه من المحيطين به، وهو ما سبب له أذى نفسي كبير، ولم يجد له سندًا طوال سنوات حياته سوى والدته وصديقه «كعبو».
روى حسام الدين حسين، 31 سنة، من أبناء منطقة الجمالية في شارع المعز بمحافظة القاهرة، في حديثه لـ«»، أنه يُلقب بـ«حسام بوجي» بسبب التشابه بينه وبين الشخصية الكرتونية الشهيرة في مسلسل «بوجي وطمطم»، وأنه دائمًا ما يتعرض للتنمر الشديد من الناس في الشارع، وأنه تخرج في كلية الخدمة الإجتماعية، ولم يستطع الحصول على وظيفة، كما أنه عجز عن الزواج رغم كِبر سنه: «كل ما أروح لواحدة ترفضني علشان شكلي».
ظهر «حسام بوجي» في بث مباشر مع «»، وحكى ما يتعرض له دائمًا من تنمر، وأنه لم يجد من يدعمه طوال حياته سوى والدته وصديقه «كعبو»، كما عبر عن أمنيته في ملاقاة عدد من نجوم الفن، من بينهم أحمد العوضي وأمير كرارة وعمرو كمال، وهو ما عملت «» على تحقيقه.
أثارت قصة «حسام بوجي» حالة من الجدل بين الناس، وتعاطف معه الجميع، كما استجاب لطلبه كل من أمير كرارة ودعمه بمقطع فيديو يُخبره أنه خارج مصر ويعده بلقاء فور عودته، وأحمد العوضي الذى التقى به في أحد «الكافيهات» وحقق رغبته، ومطرب المهرجانات عمرو كمال، الذي استقبله في الاستوديو الخاص به وغنيا معًا الأغنية الشهير «بنت الجيران».
حقق «حسام بوجي»، شهرة واسعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشر قصته، وتسارع الجميع في البحث عن اسمه لمعرفة آخر أخباره، كما حاول الكثير دعمه كلٌ بطريقته.
عبد العظيم بعد فوزه بـ 8 آلاف جنيه يتساءل بقلق: الفلوس دي حلال؟
ابتسامة طيبة اعتلت وجه «عبد العظيم»، 76 سنة، وهو يسير في الشارع مُرتديًا جلبابًا بسيطًا و«عمة» ويمسك بيده قفص لحمل الخبز، قبل أن يلتقيه مُذيع أحد البرامج يسأله عن اسم ما يرتديه، كمسابقة، ومن ثم يمنحه 3 آلاف جنيه مقابل إجابته وفوزه، مُسببًا فرحة اختلطت بمشاعر القلق لدى الرجل السبعيني وهو يتساءل بقلب صادق وعين دامعة: «يعني الفلوس دي حلال يا ولدي؟!».
«عبد العظيم»، من أبناء مركز طما بمحافظة سوهاج بصعيد مصر، لكنه يحيا في منطقة المنيب بمحافظة الجيزة، خطف أنظار الجميع بعد أن التقاه الإعلامى أحمد رأفت المُلقب بـ«مذيع الشارع»، في برنامجه «جبر الخواطر»، ليسأله عن اسم ما يرتديه فوق رأسه، فيُجيبه الرجل، قائلًا: «اسمها عِمة»، ليتفاجأ بعد إجابته بالمذيع وهو يُقدم له 3 آلاف جنيه، ويُخبره أنه فاز بها، ويُصاب الرجل السبعيني بصدمة أربكت مشاعره وتفكيره وراح يتساءل: «يعني الفلوس دي حلال يا ولدي؟!».
بعد كل ما أظهره «عبد العظيم» من بساطة وخوف من الله، راح الإعلامي أحمد رأفت يوجه له سؤالًا آخر، ويمنحه مقابل الإجابة عليه 5 آلاف جنيه أخرى، ليُزيد الرجل حيرة على حيرته مُتسببًا في تساقط دموعه وهو يتساءل بمشاعر مُتعجبة صادقة: «مرة واحدة كده؟.. يعني حلال دول؟.. ده أنا طالع معايا 5 جنيه رايح أجيب بيها طعمية يا راجل.. أنا خايف ليكون فيهم حاجة حرام ولا حاجة.. نجيبهم منين بعدين.. يعني واحد ماشي كده تجيله 3 آلاف جنيه.. أنا بسأل علشان المسؤولية بس».
بهذه الكلمات البسيطة الصادقة سرق «عبد العظيم» قلوب وتعاطف كل رواد مواقع التواصل الاجتماعي وأصبح حديث الساعة عدة أيام، خاصة أنه بأسئلته البسيطة الصادقة هذه أعاد إلى الأذهان قصة السيدة «رضا» صاحبة واقعة «الفلوس دي حلال؟».
رضا.. سيدة أربعينية تفوز بـ 3 آلاف وتخاف أن تأخذها
ملابس بسيطة وابتسامة طيبة راضية، ظهرت بهما «رضا»، وهي تسير في الشارع وتحمل فوق رأسها شنطة بلاستيكية كبيرة، قبل أن يلتقيها مذيع أحد البرامج في الشارع يُهنئها بشهر رمضان ويُخبرها بأنهم نظموا مُسابقة بمناسبة الشهر الكريم، ومن ثم يسألها عن اسم ما ترتديه حول رأسها وبعد إجابتها يقدم لها مبلغًا من المال لتختلط مشاعر الفرحة مع القلق في قلب السيدة وتتساءل: «يعني الفلوس دي حلال؟!».
رضا محمد، سيدة في العقد الخامس من عمرها، تتكفل برعاية أبنائها بعد وفاة زوجها، وهو ما أوضحته في حديثها مع الإعلامي أحمد رأفت المُلقب بـ«مذيع الشارع»، في برنامجه «جبر الخواطر»، والذي أراد إسعادها فراح يُخبرها عن مُسابقة ويوجه لها سؤالًا عن اسم ما ترتديه حول رأسها لتُجيبه «رضا» وهي تقول: «ده خُمار»، وتتفاجأ بتقديمه مبلغًا ماليًا لها ويطلب منها أخذه وهو ما أربكها بشدة وراحت تتساءل: «يعني الفلوس دي حلال؟!»، وعندما سألها االمذيع عن سبب قلقها، أخبرته ببساطة وتلقائية شديدة: «لأني مشقيتش فيها».
بعد معرفة المذيع بأن «رضا» تتولى تربية أبنائها بعد وفاة زوجها، راح يُقدم لها مبلغًا آخر ليُزيد من قلقها وهي تقول: «أنت بتديني الفلوس دي ليه؟!»، ولم توافق على أخذها إلا بعد أن أخبرها مُديرها أنه يعرف الإعلامي أحمد رأفت وطمأنها وطلب منها أن تأخذ الفلوس.
بعد هذه الكلمات البسيطة، أصبحت رضا محمد حديث «السوشيال ميديا» لعدة أيام ومحل اهتمام وتعاطف الناس، وظل الجميع يُمطر عليها كلمات الحب كما اعتبروها أيقونة للرضا والخوف من الله.